مرحبًا دكتور، أحتاج لمساعدتك في فهم حالة أخي. هو كان يعاني من مرض الفصام، وكتب له الطبيب دواء “هالدول” بالإضافة إلى عدد من الأدوية المضادة للذهان. بعد فترة من تلقيه حقن “هالدول”، بدأت تظهر عليه أعراض غريبة مثل الحركة المستمرة، والاهتزازات، وعينه نصف مفتوحة، بالإضافة إلى إصدار أصوات غير طبيعية. كما لاحظنا أنه أصبحت لديه ردود فعل غير عادية، وعانى من بطء في الحركة وصمتٍ طويل دون الحديث. بعد شهر، تفاقمت حالته، وتشنجت عضلاته، ولم يعد قادرًا على الحركة بشكل طبيعي، وتوقف عن الأكل أيضاً. قمنا بإدخاله إلى المستشفى حيث تم تشخيص حالته، وفهم الأطباء أن الأعراض مردّها الجرعة العالية من “هالدول”. بعد سحب الدواء، بدأ في التحسن واختفت المضاعفات وأُعطي “كلوزابين”. لكن الآن عاد ليواجه نفس أعراض البداية مثل الحركة المستمرة والخمول. ماذا يمكن أن يكون العلاج الأنسب له؟
—
الأعراض الموصوفة تستدعي تقييمًا دقيقًا ومراجعة شاملة للجرعة المستخدمة من الأدوية المضادة للذهان. دواء “هالدول”، الذي ينتمي إلى فئة الأدوية المضادة للذهان التقليدية، يمكن أن يتسبب في أعراض جانبية تتراوح بين الخفيفة إلى الشديدة، خاصة مع الجرعات العالية أو فترة الاستخدام الطويلة. الاضطراب الحركي الناتج عن استخدام الأدوية المضادة للذهان، المعروف بمتلازمة التململ، يمكن أن يتفاقم عندما تكون الجرعة غير معتدلة أو عندما تكون درجة حساسية المريض لتلك الأدوية مرتفعة.
من جهة أخرى، دواء “كلوزابين”، الذي يُعتبر من الجيل الثاني من الأدوية المضادة للذهان، مصمم ليكون أقل تسببًا في الأعراض الحركية الجانبية. ومع ذلك، فإن بعض المرضى قد يواجهون بعض الأعراض المشابهة للناتجة عن الأدوية السابقة، كما هو الحال مع أخيك. إذا كانت الأعراض قد عادت بعد بدء العلاج بـ “كلوزابين”، فقد يكون من الضروري مراجعة الجرعة، أو حتى التفكير في تغيير الدواء إلى خيار آخر.
كذلك، يُنصح بإجراء فحوصات دورية لتقييم الوظائف الحيوية واستجابة الجسم للعلاج. من المهم الحفاظ على تواصل دائم مع الطبيب المعالج لضمان المراقبة الدقيقة وتعديل العلاج حسب الحاجة. قد يتمكن الطبيب من تقديم خيارات علاجية بديلة، بما في ذلك إدماج العلاجات النفسية أو الدعم النفسي، لتكملة العلاج الدوائي والمساعدة في تحسين الحالة العامة لأخيك.