مرحبًا دكتور، أنا عندي 18 سنة، ومنذ ثلاثة أشهر حدث موقف صعب حيث توفي شخص أعرفه بسبب سكتة قلبية. في البداية، كنت أتقبل الأمر واعتبرته قضاء وقدر، لكن بعد ثلاثة أيام، بدأت أفكر بشكل سلبي وأصبحت أشعر بالخوف الشديد من فكرة أنني قد أتعرض لنفس الشيء. الآن، أفكر في هذا الموضوع طوال الوقت، وكثيرًا ما أشعر بالقلق. بدأت بتصفح الإنترنت لقراءة أعراض سكتة القلب، والآن أشعر أنني أواجه بعض من هذه الأعراض، على الرغم من أنني لم أعاني منها من قبل. أصبحت منعزلاً، وأقول لنفسي أنني سأنهوا في هذا اليوم. قرأت أيضًا في أحد المقالات أنه يصعب حدوث أمراض قلبية في هذا السن. هل هذا الكلام صحيح؟
—
السؤال الذي طرحته يعكس حالة قلق ورهبة شائعة بين الشباب، خصوصًا بعد تجارب الحزن، مثل فقدان شخص عزيز. بداية، من المهم أن نفهم أن مشاعر القلق والخوف التي تعاني منها طبيعية تمامًا. فعندما نواجه أحداث مأساوية، تتفاعل عقولنا بطرق مختلفة. أصابتك حالة من التفكير الزائد حول صحتك، وهذا قد يكون بسبب القلق العاطفي المرتبط بوفاة ذلك الشخص.
تجدر الإشارة إلى أن أمراض القلب تُعتبر أقل شيوعًا في المرحلة العمرية التي تعيشها، ولكن هذا لا يعني أنها مستحيلة. هناك عوامل عدة تؤثر على صحة القلب، منها العوامل الوراثية والعادات الغذائية ونمط الحياة. بالنسبة لفكرة أن الموت بسكتة قلبية هو أمر غير وارد في سن صغيرة، فإن الدراسات تشير إلى أن مخاطر الأمراض القلبية تزيد مع التقدم في العمر، لكن لا يزال هناك حالات نادرة قد تصيب الشباب.
بالنسبة للأعراض التي تعاني منها، فلا يجب أن تتجاهلها، ولكن أيضًا لا ينبغي أن تكون ضحية للقلق المفرط. من الجيد أن تحاول التقليل من تصفح الإنترنت فيما يخص المشكلات الصحية، لأن الكثير من المعلومات قد تؤدي إلى سوء الفهم وزيادة القلق. بدلًا من ذلك، من الأفضل التوجه إلى طبيب مختص يمكنه تقييم حالتك بشكل كامل، وإجراء الفحوصات إذا لزم الأمر.
تدوين الأفكار والمشاعر قد يساعدك أيضًا في التعامل مع القلق، وكذلك ممارسة رياضة أو أنشطة ترفيهية قد تكون مفيدة. إن الدعم النفسي من الأصدقاء والعائلة يمكن أن يكون له تأثير كبير أيضًا. بشكل عام، من المهم العناية بنفسك والاستماع لجسمك، وإذا استمرت المخاوف لأكثر من فترة، ينبغي التحدث إلى متخصص للحصول على الدعم المناسب.