مرحبًا دكتور، عندي موضوع يهمني بخصوص بنتي الصغيرة. عمرها سنتين وسبعة أشهر، وكانت منذ ولادتها تتغذى على الحليب الصناعي حتى عادت إلى عمر السنة. واستخدمت اللهاية منذ أن كانت مولودة حتى عمر عام ونصف. بعد التوقف عنها بفترة، بدأت تلوى لسانها وتمصه وكأنها ترضع باللهاية. حاولت أعرض عليها اللهاية مرة أخرى لكنها ترفض، وعلى الرغم من محاولاتي لتشجيعها أو حتى تخويفها من هذا الأمر، لم أجد أي نتيجة.
أخذتها عند الطبيبة الخاصة بها هنا في إيطاليا، وأجرت لها اختبار للتوحد، ولكنها كانت جيدة ومتفوقة اجتماعيًا، وأكدت لي أن هذا التصرف طبيعي. ومع ذلك، أشعر بالقلق من أن هذه العادة قد تلازمها، خاصة أنها تكبر، وتزداد هذه التصرفات. فهل من الأفضل أن أتجاهل الموضوع حتى تختفي من تلقاء نفسها، أم هناك شيئًا آخر يمكنني فعله لمساعدتها؟
—
هذا السؤال يعكس قلق طبيعي تشعر به الكثير من الأمهات حيال سلوكيات أطفالهن. بدايةً، يمر الأطفال في مراحل مختلفة من التنمية، وقد يتبنون سلوكيات معينة مثل مص الأصابع أو التلويح باللسان كوسيلة للتعبير عن الراحة أو الامان.
في حالة ابنتك، يبدو أن سلوكها في مص اللسان أو حتى التلويح به هو سلوك شائع بين الأطفال في هذا العمر. الكثير من الأطفال يميلون لتبني مثل هذه العادات عندما يشعرون بالضغط أو التوتر، أو حتى في حال عدم وجود أساليب مناسبة للتعبير عن مشاعرهم.
الأمر الطبيعي أن معظم الأطفال يتجاوزون هذه السلوكيات مع مرور الوقت دون الحاجة إلى تدخل. ولذا، قد يكون من المجدي أن تستمر في توفير بيئة آمنة ومحبة لها حيث تشعر بالراحة، مما قد يساعدها في التغلب على هذه العادة بنفسها.
من المهم أيضًا مراقبة الظروف المحيطة بها وتأثيرها على سلوكياتها. يمكنك تقديم دعم إضافي من خلال التفاعل معها في أنشطة مختلفة، مثل قراءة القصص أو اللعب، مما قد يشتت انتباهها عن هذه العادة. إذا استمرت هذا السلوك لفترة طويلة، فمن المستحسن استشارة متخصص في علم النفس لإجراء تقييم إضافي ومساعدتك في فهم المزيد عن السلوكيات الطبيعية للأطفال في هذا العمر ومعالجة أي قلق قد يساورك.
باختصار، يُفضل التحلي بالصبر ودعمها بحب وأمان، مع الاستمرار في مراقبة سلوكياتها للتأكد من تطورها بشكل صحي وطبيعي.