مرحبًا دكتور، أود أن أستشيرك بشأن مشكلة أزعجتني منذ فترة. أنا شاب في التاسعة عشر من عمري وليست لدي مشاكل نظر أو قصر نظر، ولكنني أعاني من ظاهرة تُعرف “بالذباب الطائر” في عينيّ منذ حوالي عامين. عرفت أنها ليست حالة طبية خطيرة تحتاج إلى علاج، لكن في الآونة الأخيرة، بدأت تظهر لدي ومضات ضوء. قمت بإجراء فحوصات لشبكية العين للتأكد من عدم وجود مشكلة أكبر والحمد لله، النتائج كانت سليمة.
لكن هناك مشكلة جديدة أيضًا، فقد أصبحت أعاني من حساسية شديدة تجاه الضوء، وعندما أرى ضوءًا مباشرًا، تدمع عيني بشدة ولا أستطيع إيقاف الدموع. إضافة إلى ذلك، أعاني من جفاف شديد في العين، رغم أنني جربت العديد من القطرات المرطبة دون جدوى.
سامحني على الإطالة، لكني أتساءل: هل تعتقد أن هذه الأعراض مترابطة؟ وماذا يمكنني أن أفعل في حالتي؟ هل هناك طريقة لعلاج الأعراض التي أعاني منها أم أي تشخيص دقيق لهذه الحالة؟ شكرًا لك مقدماً على أي مساعدة تقدمها.
يبدو أن الأعراض التي تشكو منها تشير إلى حالة معقدة تستدعي النظر فيها بشمولية. عادةً، يُعتبر “الذباب الطائر” – أو ما يُعرف بظاهرة الجسيمات العائمة – عرضًا شائعًا نسبيًا خصوصًا لدى الشباب. غالبًا ما يُعزى ذلك إلى التغيرات التي تطرأ على المادة الزجاجية داخل العين، والتي قد تكون غير مؤذية.
ومع ذلك، ظهور ومضات الضوء قد يشير إلى تغيرات أكثر خطورة مثل تليف أو تمزق في شبكية العين، وهو ما يتطلب تقييمًا دقيقًا. يكون من المهم متابعة الأمر ما دامت الأعراض مستمرة أو تتفاقم.
بخصوص حساسية الضوء، يمكن أن تكون مرتبطة بجفاف العين. جفاف العين يمكن أن يكون نتيجة عدة عوامل، مثل التعرض للهواء، الاستخدام المفرط للشاشات، أو حتى ارتداء العدسات اللاصقة لفترات طويلة. يجب العمل على ترطيب العين بطرق متعددة، مثل استخدام قطرات مرطبة مخصصة لجفاف العين، النظر في الفحص عند طبيب عيون مختص لتأكيد نوع الجفاف والنظر في خيارات العلاج المتاحة، بما في ذلك قطرات للبقاء رطبة أو علاج للأسباب الأساسية للجفاف.
إذا استمرت الأعراض، أو إذا شعرت بحدوث أي تغيرات جديدة، ينبغي عليك عدم التردد في استشارة طبيب مختص للحصول على تقييم أعمق، ومتابعة حالتك بشكل دوري لتجنب أي مضاعفات.