السلام عليكم دكتور،

أنا عشت طفولة صعبة بسبب قسوة والدتي واهتمامها الدائم بقضايا الحياة اليومية، بينما كان والدي غائبًا إما بسبب العمل أو بسبب مشاكله مع والدتي. هذا الوضع أثر عليَّ بشدة، حيث شعرت بفراغ عاطفي وافتقدت الحنان من أقرب الناس لي. بعد فترة، دخلت في علاقة حب، وقررت أن أتزوج شخصًا آخر كنت أعتقد أني أحبه. ومع أنني أنجبت طفلين، إلا أنني لا أزال أعاني من الحنين لذلك الشخص. أحيانًا نتواصل، وبعدها أشعر بالندم وتأنيب الضمير لأنني متزوجة. وعندما يبرز اهتمام شخص بي، أشعر بسعادة كبيرة، وأتصرف بطريقة غير مدروسة تجاه عائلتي، حتى في أمور بسيطة تتعارض مع مبادئي. هل يمكنك مساعدتي في فهم مشاعري وكيفية التعامل معها بشكل صحيح؟

—

إن مشاعرك تعكس حالة من الصراع الداخلي الذي يمر به العديد من الأشخاص نتيجة الضغوط النفسية والعاطفية. من الواضح أن غياب الحنان والدعم العاطفي خلال طفولتك أدى إلى تكوين حاجة قوية لديك للتواصل والعاطفة، وهو أمر طبيعي. التعلق بالشخص الذي ينقصك فيه الحب والحنان قد يزيد من شعورك بالحنين له، خاصة عندما تواجه صعوبات في حياتك.

كثرًا ما يحدث أن يبحث الأفراد عن أشخاص يجلبون لهم السعادة والاهتمام، وتلك مشاعر من طبيعتها أن نمر بها دون أن يكون ذلك بالضرورة تعبيرًا عن عدم حب الشريك الحالي. الأهم أن تدركي أن التواصل مع شخص قد يثير بداخلك مشاعر الأمل أو السعادة لا يعني أنك تقومين بخيانة أو تصرف خاطئ؛ بل هو تعبير عن فراغ عاطفي.

من المفيد العمل على تطوير اتصال عاطفي أفضل مع الشريك الحالي، وكذلك البحث عن معززات إيجابية في حياتك. يمكن أن تكون الاستشارة المهنية مفيدة جدًا لك في فهم نفسك بشكل أعمق، ومساعدتك في اتخاذ قرارات مدروسة فيما يتعلق بالعلاقات. كما يمكن أن يساعدك الانخراط في النشاطات الاجتماعية أو الهوايات التي تعزز من شعورك بالتقدير والثقة بنفسك.

تذكري أنه لا عيب في طلب المساعدة والرعاية العاطفية؛ فهي أساس الصحة النفسية.