السؤال:

مرحبًا دكتور، أنا بعاني من مشكلة كبيرة بخصوص الحب. حبي الأول أثر في قلبي بشكل كبير، ودلوقتي نفسي أحب مرة تانية بس بصراحة خايف. خايف لأنه يمكن يحصل نفس اللي حصل قبل كده، وصعب أخرج من ذكرياتي. ليه بيحصل كده؟ وهل في حاجة تقدر تساعدني عشان أقدر أكون منفتح على الحب مرة تانية بدون خوف؟

الإجابة:

أهلاً بك، ونقدر مشاعرك تمامًا، فالتعامل مع مشاعر الحب والفقد يمكن أن يكون تحديًا عاطفيًا كبيرًا. من الطبيعي أن يثير الفشل في العلاقات أو تجارب سابقة مشاعر عدة، مثل القلق والخوف من الدخول في علاقة جديدة.

يمكن تقسيم الأسباب التي تمنع الأفراد من العودة إلى الحب إلى عدة محاور:

1. الشعور بالضعف: قد يشعر الفرد بعدم الأمان الحياتي عندما يفتح قلبه لشخص آخر، وينتابه القلق من رد فعل الطرف الآخر. الحب يتطلب درجة كبيرة من الثقة، وهذا قد يكون محفزًا للخوف من التعرض للأذى أو الفشل مرة أخرى.

2. الألم الناتج عن العلاقات السابقة: يرتبط كثيرون بتجاربهم السابقة، مثل انفصال الأهل أو مشاكل مرروا بها في طفولتهم. هذه الذكريات قد تؤثر سلبًا على مفهومهم للحب، مما يجعلهم يتجنبون الدخول في علاقات جديدة.

3. عدم الشعور بالقيمة الذاتية: قد تظل تجارب سلبية في الماضي تؤثر على إحساس الشخص بجدارة الحب. هذه الأصوات الداخلية يمكن أن تكون مثبطة، لكن من المهم أن نتحداها ونعيد تقييم كيفية نظرتنا لأنفسنا.

4. الخوف من فقدان الشخص المحبوب: القلق من فقدان الآخر يمكن أن يؤدي إلى تجنب العلاقات. هذه المخاوف الوجودية تؤثر على طريقة تصرف الشخص، مما قد يؤدي إلى مشاحنات أو انسحاب عاطفي.

5. عدم التكافؤ في المشاعر: قد يتردد بعض الأشخاص عن فتح قلوبهم لمجرد شعورهم بأن الطرف الآخر يحمل مشاعر أقوى، مما يضيف عبئًا نفسيًا عليهم.

من المهم أن نعمل على فتح قلوبنا تدريجيًا، وتقبل المخاطر المرتبطة بالحب. النصيحة هي ممارسة الانفتاح على المشاعر، وعدم احتجاز الذات بسبب الخوف. أن تتدخل بنية إيجابية في علاقة جديدة يمكن أن يفتح أمامك آفاقًا جديدة من السعادة.

في النهاية، تذكر أن الحب هو رحلة تتطلب التوازن والشجاعة، وأنه في أغلب الأحيان يتطلب من الشخص مواجهة مخاوفه وتجاوز تجاربه السابقة لكي يستطيع الاستمتاع بما تقدمه العلاقات الجديدة.