أهلاً وسهلاً بحضرتك، ربنا يكرمك، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية. عندي سؤال مهم بخصوص حالتي الصحية؛ أنا كنت مدخن حشيش لمدة ستة أشهر، وفي آخر مرة استخدمته، شعرت بجفاف شديد في حلقي وبدأت أشعر بعلامات غريبة، كأن جسمي غير موجود، ورأسي أصبح ثقيل كأنه على وشك الانفجار. وكأنني عشت حالة من الخوف الشديد، ورأيت كل شيء من حولي بشكل غريب. هذه الحالة استمرت معي لفترة طويلة، وبعد مرور سنة كاملة ما زلت أعاني من صعوبة في النوم وخوف دائم من الوحدة، كما أحتاج لشرب الماء باستمرار لأن فمي يجف. رغم أنني جربت أدوية مثل البرازولام ودوجماتيل وسبرالكس، لكن لا أرى تحسناً. هل سيستمر هذا الوضع طوال حياتي؟!
—
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أشكرك على مشاركتك تلك التفاصيل المهمة حول حالتك. ما تشعر به يُعتبر تجربة صعبة، ومن المهم جداً التعامل معها بحذر.
من الممكن أن تكون الأعراض التي تعاني منها ناتجة عن العديد من العوامل. عند الانتهاء من استخدام الحشيش، قد تحدث بعض التغيرات النفسية والفيزيولوجية في الجسم. الجفاف والشعور بالضيق والتغيرات في الإدراك التي وصفتها قد تكون مرتبطة بظاهرة تُعرف بـ “القلق المتبقي” أو “قلق الانسحاب”، وهي فترة يمكن أن يكون فيها الجسم والعقل في حالة من عدم التوازن بعد استخدام مواد معينة.
الأدوية مثل البرازولام ودوجماتيل وسبرالكس هي مثبطات، لكنها ليست موجهة بشكل محدد لمعالجة الأعراض الناتجة عن استخدام الحشيش. لذلك، من المهم إعادة تقييم العلاجات الحالية بالتعاون مع مختص نفسي أو طبيب مدرب في مجال الإدمان. قد يكون العلاج السلوكي المعرفي (CBT) خياراً مفيدًا، حيث يركز على تغيير أنماط التفكير السلبية وتحسين مهارات التعامل مع القلق.
أيضاً، من الضروري اتخاذ خطوات لتحسين نمط الحياة، مثل ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، اتباع نظام غذائي متوازن، وتجنب المحفزات التي قد تؤدي إلى زيادة مشاعر القلق.
إذا استمرت الأعراض لفترة أطول أو ازدادت سوءًا، يُفضل العمل مع طبيب مختص لتقييم الوضع بشكل دوري وتوجيهك نحو الاستراتيجيات الأمثل للتعافي. ثق بأنك لست وحدك في هذا الموقف، فالكثيرون قد مروا بتجارب مشابهة، ومع الدعم والموارد الصحيحة، يمكنك تحسين حالتك.