السؤال:

أهلاً دكتور، أنا متزوج من 10 سنوات، وفي الفترة الأخيرة لاحظت تغيرات كبيرة في سلوك زوجتي. أصبحت تخرج كثيرًا، وقليلة التحدث في البيت، وتظل صامتة وساكته. أحيانًا أجدها عائمة في أفكارها أو نائمة لفترات طويلة. لقد حاولت التواصل معها ومع أهلها، لكن لا أحد يعرف ما تمر به. قمت بجمع عائلتي وعائلتها، لكنها لم تتحدث وكأنها كانت غائبة. بعد ذلك اكتشفنا أنها مصابة بالسرطان في مرحلته الثالثة، وكانت تخبئ هذا الأمر عنا جميعًا حتى لا نتألم. طلبت الطلاق بهدوء حتى تتمكن من مواجهة مشاعرها وعذاباتها بمفردها، وهي ترفض أي دعم أو مساعدة حتى من عائلتنا. كما أنها تركت المنزل وانتقلت لتعيش بمفردها في مكان بعيد. هل من طريقة تمكنني من مساعدتها واستعادة علاقتنا؟ أشعر بأنني بحاجة للتوصل إليها وإقناعها بأنني موجود من أجلها. أحتاج نصيحتك، وشكرًا لك.

الإجابة:

عزيزي، أقدر مشاعرك وقلقك تجاه الحالة النفسية والصحية لزوجتك. إن تجربة اكتشاف مرض السرطان هي تجربة صعبة ومؤلمة سواء للمريض أو لعائلته. من المهم أن نفهم أن ردود الفعل مثل الانعزال أو الرغبة في الانسحاب قد تكون نتيجة للشعور بالخوف أو القلق من المستقبل.

أولًا، يجب أن تُدرك أن التجارب العاطفية المرتبطة بالمرض الخطير قد تؤدي إلى مشاعر متباينة من اليأس والإحباط، وليس بالضرورة أن يكون ذلك انعكاسًا لشعورها تجاهك أو تجاه علاقتكما. حاول أن تُظهر لها دعمك وعدم حكمك عليها، حتى لو اختارت أن تتعامل مع مرضها بمفردها.

قد يكون من المفيد أن توجد طريقة للتواصل معها دون الضغط عليها. يمكنك كتابة رسالة تنتقل من خلالها لمشاعرك ورغبتك في دعمها، مع التأكيد أنها ليست وحدها في هذه المعركة. تأكد من احترام رغبتها في الخصوصية والمسافة إذا كانت هي بحاجة لذلك.

إذا كانت هناك فرصة لنقاش هادئ، حاول أن تناقش معها إمكانية استشارة مختص نفسي يمكنه مساعدتها في مواجهة مشاعر القلق والخوف. قد تشعر بالمزيد من الأمان عند الحديث مع شخص محايد.

الأمر يحتاج لصبر وتفهم، ولا بدّ من إدراك أن الشفاء لا يقتصر فقط على العلاج الجسدي، بل يشمل أيضًا الدعم النفسي والاجتماعي. حاول أن تكون مصدر قوة لها في هذه المرحلة، كمستمع وصديق، وكن مستعدًا للتكيف مع أي تغيرات قد تطرأ على سلوكها في المستقبل.