أهلاً وسهلاً بك، أتمنى أن تكون بخير. لدي استفسار يخص حالتي العائلية الحالية. أنا مغترب لفترة طويلة، وزوجتي تعاني نفسياً من بعدي عنها وطالبتني بالطلاق إذا استمرت حياتي بهذا الشكل. قمت بالحديث معها، وعرضت عليها أن تأتي لزيارتي وتؤدي العمرة، وقد قبِلت الفكرة. حاولت ترتيب الأمور، وكذلك ساعدني صديقي في العمل بتوفير شقة لتكون فترة إقامتي أسهل.

لكن الأمور تعقدت قليلاً حين علمت والدتي بموضوع الشقة والجمعية. وأشعر في حيرة، ما بين مساعدة أخي الصغير الذي حدَثتني والدتي عنه، والقلق من مشاعر والدتي وزوجتي. أود أن أعرف إذا كنت بالفعل على الطريق الصحيح أو إذا كان هناك شيء خاطئ يجب أن أصححه.

—

عزيزي،

إن الحالة التي تمر بها معقدة وتستدعي منا التفكير في العديد من الجوانب. من الجيد أنك تسعى لمعالجة الوضع مع زوجتك ومحاولة إيجاد حلول تسعد جميع الأطراف. مغادرتك لفترة طويلة قد تترك آثاراً نفسية على الزوجة، مما يتطلب منا فهم مشاعرها واحتياجاتها.

بالنسبة لطلب زوجتك، من الواضح أنها تشعر بالقلق والضغط نتيجة ابتعادك عنها. العلاقة الزوجية تتطلب التواصل والشفافية، لذا قد يكون من المفيد في المستقبل أن تقضي بعض الوقت معاً، افتراضياً أو واقعياً، لتبادل المشاعر والتخفيف من الضغوط.

وعن مساعدة والدتك وأخيك، من الجيد أن تحرص على التوازن بين دعم عائلتك ومحاولة اتباع تعاليم دينك في البر بالوالدين. سلوك الأم يعتبر له دلالة كبيرة في المجتمع، ولكن أيضاً يجب أن تسعى لتحقيق توازن بين واجباتك تجاه والدتك وزوجتك.

يمكن أن يكون الحل الوسط هو إجراء حوار صادق مع والدتك حول وضعك، وإخبارها عن ضغوطك ورغبتك في ضمان سعادة زوجتك أيضاً. من المهم توضيح أن أي قرار تتخذه مرتبط بمصلحتك ومصلحة أسرتك ككل.

وفيما يتعلق بمساعدة أخيك، يمكنك تقديم الدعم له ولكن عليك أيضاً أن تأخذ بعين الاعتبار قدرتك المالية. الاعتناء بمصالح عائلتك بما يتناسب مع وضعك المالي هو أمر ضروري، ولا حرج في تقديم المساعدة بشكل يتناسب مع ما تستطيع.

أخيراً، استمع إلى قلبك واستشر ضميرك. وتذكر أن البُعد عن صراعات عائلية مؤلم، ولكن التفاهم هو الطريق الأنسب لحل الأمور.