السلام عليكم دكتور،
أنا متزوج منذ عدة أشهر وقد أحببت زوجتي كثيرًا. في البداية، كان طبعها مرهقًا قليلاً لي، لكن الحمد لله، حالتها تحسنت الآن بشكل كبير. لكن مشكلتي الحالية هي عدم قدرتي على معرفة ما إذا كانت زعلانة أو فرحانة. ليس هناك نكد بيننا، وتبدو دائمًا مبتسمة وتخلق جوًا مريحًا في المنزل. تستمع إلى كلامي دائمًا وتقول “حاضر” و”نعم”، لكن فجأة يحدث لها نوبة من الضيق ويعلو ضغطها، ونذهب إلى المستشفى، ويخبرنا الأطباء أنه ضغط عصبي.
الدكتورة تسألها هل هناك شيء يضايقها، لكنها تأخذ الأمور بشكل عاطفي، وتبكي بدون الحديث مع أي شخص. نحن في الخارج، وتكاد تكون مكالماتها مع والدتها وإخوتها نادرة. هذا لم يكن طبعها عندما كنا مخطوبين.
في البداية، كانت صحتها جيدة لكنها كانت تسبب لي توترًا، لكنها عادت تتحسن تدريجيًا وأنا الآن أشعر بتحسن في وضعي.
سؤالي هو: هل من الممكن أن تكون تعاني من أية مشاكل صحية بسبب موقفي أو ردود أفعالي؟ وكيف يمكن أن أساعدها على الشعور بتحسن؟ لاحظت أنها تذهب للصلاة وتدعو وتبكي، حتى في حالات الشجار، فتذهب لتتوضأ وتقرأ القرآن. هي بالفعل شخص رائع، وأنا أخشى أن أكون قد ظلمتها بدون قصد. وعندما أسألها عن أعراض التعب، تجيب دائمًا بأنها “بسيطة” ولا تمنحني الفرصة لمواصلة الحوار.
—
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
من الواضح أنك تلاحظ تغيرات عديدة في سلوك زوجتك، وهذا أمر طبيعي يحدث في العلاقات الزوجية، خصوصًا في المراحل الأولية منها. يمكنني أن أوضح لك بعض النقاط التي قد تساعد في فهم الوضع بشكل أعمق.
أولًا، مشاعرك تجاه زوجتك صحيحة، فالصحة النفسية تتأثر بشدة بالأجواء المحيطة. الضغوطات النفسية، سواء كانت بسبب العلاقة نفسها أو بسبب عوامل خارجية مثل الغربة، يمكن أن تؤدي إلى حالات من الاكتئاب أو القلق، مما ينعكس بدوره على الصحة الجسدية. قد تشعر زوجتك بالضغط الناتج عن توقعاتها للزواج أو من ضغوط الحياة اليومية، مما يؤدي إلى تلك الانفجارات العاطفية التي تراها.
ثانيًا، التغييرات في السلوك قد تشير إلى أنها تمر بفترة من الضغوط النفسية. صلاتها وقراءتها للقرآن قد تكون طرقًا للتعامل مع مشاعرها، وهي طرق مشروعة لطلب الدعم الروحي. في بعض الأحيان، يميل الأفراد إلى إخفاء مشاعرهم الحقيقية، خوفًا من إثارة القلق لدى الشريك.
أما بالنسبة لسؤالك حول ما إذا كنت السبب في مشاعرها، من الممكن أن تسهم الديناميات في العلاقة في تلك الحالة، لكن يجب أن تُفهم كل حالة في إطارها الشخصي. التحدث مع زوجتك بشكل صريح حول مشاعرها قد يكون خطوة هامة. تشجيعها على التعبير عن مشاعرها بدون خوف من الحكم قد يساعدها في منحها قدرة أكبر على التواصل.
في الختام، من المهم أن تظل داعمًا ومتفهمًا، وأحيانًا قد تحتاج الزوجة إلى مساعدة مختصين مثل الأطباء النفسيين لتقديم الدعم الذي تحتاجه. سيكون من الأفضل أيضًا أن تشجعها على التواصل مع أهلها وأصدقائها، لأن الدعم الاجتماعي مهم جدًا في هذه الحالة.
تذكر أن الحب والدعم يمكن أن يحدثا فرقًا كبيرًا في مثل هذه المواقف.