عليكم السلام دكتور، أنا عايزة أستشرك في موضوع شاغل تفكيري. النهاردة، عمي جه وزهرت الفرحة على وجهه وهو شايل هدايا لبناته، وأول ما وصل، البنات انبسطوا وفتحوا الهدايا وحضنوه وقايلين له “ربنا يخليك لينا يا بابا”. بينما أنا كنت واقفة بعيد، كأني مش موجودة، ولا هو حس بيا أو سألني إذا كنت محتاجة حاجة. اللحظة دي كانت ثقيلة عليّ وحسستني بضغط شديد، وفكرت في ماما وبابا اللي توفوا في وقت الكورونا، وسبوني لوحدي. مش بحسدهم على فرحتهم، بس حسيت أني يتيمة مرتين. ممكن تقولي كيف أتعامل مع المشاعر دي؟

—

من الجيد أنك تبحثين عن طريقة للتعامل مع مشاعرك، فالأحداث الحياتية القاسية يمكن أن تترك في النفس أثرًا عميقًا. ما تشعرين به هو أمر طبيعي جدًا، خاصة بعد فقد الأهل العزيزين. يُعرف الفقد في علم النفس بأنه تجربة قاسية قد تشعرنا بأننا منبوذون أو مهمشون حتى في لحظات الفرح التي يعيشها الآخرون.

أول خطوة للتعامل مع هذه المشاعر هي الاعتراف بها. أحيانًا، نكون بحاجة إلى التأكيد لأنفسنا بأن مشاعر الحزن والألم هي جزء طبيعي من عملية الحزن. يمكنك محاولة التعبير عن مشاعرك من خلال الكتابة أو الرسم، أو حتى التحدث مع صديق مقرب عن ما يجول في خاطرك.

كما يُعد من المفيد الانفتاح على تجارب جديدة وتكوين صداقات جديدة، لتساعدي في ملء الفراغ الذي تركه فقد الأهل. الدعم الاجتماعي يعتبر أمرًا بالغ الأهمية في مرحلة التعافي، وله تأثيرات إيجابية على الصحة النفسية.

من المفيد أيضًا أن تحاولي ممارسة بعض الأنشطة التي تجعلك تركزين على مشاعرك الإيجابية، مثل ممارسة الرياضة، أو الهوايات التي تحبينها. وجودك في بيئة مشجعة ومحبة يساعد على تخفيف الحمل النفسي الذي قد تشعرين به.

إذا استمرت هذه المشاعر الثقيلة ولم تتمكني من التعامل معها، قد يكون من المفيد التحدث مع أخصائي نفسي. الدعم المهني يمكن أن يكون له تأثير ملحوظ في تحسين الصحة النفسية وإيجاد طرق أكثر فعالية للتكيف مع مشاعر الفقد.

وفي النهاية، تذكري أن مرّ الفقد لا يقضي على الفرحة. الأشخاص الذين نحبهم يتركون لنا ذكريات جميلة، ويمكننا دائمًا أن نحتفظ بتلك الذكريات كما أن نستمر في التغلب على تحديات الحياة.