السؤال المعاد صياغته:
أهلاً دكتور، عندي سؤال يشغل بالي. أشعر في بعض الأحيان أن ارتباطي ببعض الأشخاص يعد غير صحي، وعندما أحاول الابتعاد أجد نفسي عالقة في نفس الوضع. هل يمكن أن تفسر لي ما هو التعلق المرضي؟ وكيف يمكن أن يؤثر على حياتي وعلاقاتي؟ وما هي الطرق الممكنة للتخلص من هذه المشاعر؟
الإجابة:
التعلق المرضي هو حالة نفسية تتميز بارتباط قوي وغير صحي بشخص أو شيء، مما يؤدي إلى إلحاق الضرر بالعلاقات الشخصية والصحة النفسية للفرد. يعاني الأشخاص الذين يعانون من التعلق المرضي من مشاعر متضاربة تجعلهم يشعرون بعدم الراحة أو الحيرة إزاء رغباتهم وحاجاتهم.
الأعراض:
تتفاوت أعراض التعلق المرضي من شخص لآخر، وقد تشمل:
- الاعتماد المفرط على الشريك في الحصول على الدعم العاطفي.
- إهمال الذات لأجل تلبية احتياجات الآخرين.
- محاولات مستمرة للسيطرة على العلاقات أو المواقف.
- إلقاء اللوم على الشريك بشكل متكرر.
- الشعور بالخوف من فقدان الأشخاص المرتبط بهم حتى مع وجود مشاعر سلبية تجاههم.
الأسباب:
يمكن أن تنشأ هذه الحالة من تجارب سابقة مثل:
- تعرض الشخص لبيئات أسرية غير صحية، مثل العنف أو الإهمال، مما يؤدي إلى تنمية حاجته للحب والانتماء.
- كبت العواطف وعدم التعبير عنها، مما يؤدي إلى تراكم المشاعر السلبية.
- اضطرابات في الشخصية، مثل اضطراب الشخصية النرجسية أو الاعتمادية، حيث يجد الفرد نفسه في حاجة مستمرة للاعتماد على الآخرين.
نصائح للتعافي:
للتغلب على التعلق المرضي، يُفضل اتباع بعض الخطوات العملية:
- استشارة مختص نفسي: الدعم من طبيب نفسي يمكن أن يكون له أثر كبير في معالجة هذه المشكلة.
- الصراحة مع الذات: تفكر في مشاعرك بصدق وتقييم المميزات والعيوب في العلاقات القائمة.
- التواصل: محاولة التواصل الصريح مع الشريك حول احتياجاتك ومخاوفك.
- البحث عن الأسباب الجذرية: فهم جذر المشكلة داخل نفسك قد يساعدك على معرفة مصدر احتياجاتك العاطفية.
- تنميه النفس: ممارسة أنشطة تساعد على تعزيز الثقة بالنفس، مثل ممارسة الرياضة أو الهوايات.
- التواصل الاجتماعي الصحي: توسيع دائرة أصدقائك والبحث عن علاقات جديدة صحية.
- وضع حدود: الحفاظ على مرونة العلاقات مع وضع حدود واضحة لكل علاقة.
بتطبيق هذه الاستراتيجيات، يمكنك تحسين نوعية حياتك وعلاقاتك، مما سيساعدك على الشفاء من التعلق المرضي. نتمنى لك التوفيق والصحة النفسية الجيدة.