مرحبًا دكتور، أريد أن أتناقش معك عن موضوع يثير قلقًا كبيرًا لدي. منذ سنوات، واجهت بعض الضغوطات في العمل، وبعد ذلك بدأت أشعر بنبضة قلبي غير طبيعية، تختلف عن بقية النبضات. زرت طبيب القلب وتم عمل رسم قلب لي ووجد أن كل شيء طبيعي، فقد أخبرني بأن السبب هو التوتر وكتب لي دواء “أندرال” بجرعة 10 ملجم، ولحسن الحظ، اختفت الأعراض لفترة. لكن مؤخرًا، عادت هذه النبضات غير الطبيعية، تحدث أحيانًا مرة واحدة في اليوم، خاصة عندما أبدأ في التفكير بها. أعاني أيضًا من مشاعر القلق والتوتر هذه الأيام. فهل يمكنك إخباري ما السبب وراء ذلك؟ شكرًا لك.

—

بسم الله الرحمن الرحيم،
في البداية، يجب أن نوضح أن النبضات القلبية غير المنتظمة التي تشعر بها قد تكون مرتبطة بشكل كبير بالحالة النفسية والضغوطات التي تتعرض لها. الحالة التي سبق وذكرتها، حيث تم الكشف على القلب ووجد أنه سليم، تشير إلى أنه لا يوجد سبب عضوي مباشر لتلك الأعراض.

التوتر والقلق يمكن أن يؤثرا بشكل كبير على الجهاز العصبي، مما يؤدي إلى حدوث تسارع في ضربات القلب أو شعور بنبضات قلب غير منتظمة كأحد ردود الفعل الطبيعية للجسم في مواجهة الضغوط. يعود ذلك إلى الآلية التي يقوم بها الجسم عادةً في استجابة للأوقات العصيبة، حيث يتم إفراز هرمونات مثل الأدرينالين مما قد يسبب زيادة في معدل النبض أو الإحساس بنبضات غير عادية.

من المهم أن تحاول إدارة مستوى التوتر لديك، وذلك من خلال اتخاذ خطوات مثل ممارسة الرياضة، وتقنيات الاسترخاء كاليوغا أو التأمل، والعمل على تحسين أسلوب حياتك بشكل عام. إذا استمرت الأعراض أو تفاقمت، فأنصحك بأن تتحدث مع طبيبك حول إمكانية تعديل الخطة العلاجية، أو ربما النظر في الاستعانة بأخصائي نفسي للتوجيه في تقنيات إدارة القلق والتوتر.

لا تتردد في اعتبار المشاعر التي تشعر بها مهمة وأن الاعتناء بنفسك هو جزء من العلاج. تذكر أن العناية بالصحة النفسية والبدنية تسير جنبًا إلى جنب، وأنت على الطريق الصحيح بالبحث عن المساعدة.