السؤال:

دكتور، السلام عليكم، حابب أسألك عن قصة حصلت معانا في الجامعة. فيه طالب جديد انضم لكلية الزراعة، ولما جاء وقت الصلاة، حاول يدور على مكان يصلي فيه، لكنهم قالوا له مفيش إلا غرفة صغيرة تحت الأرض. فجأة، لاقى حالته في عدم تصديق، وسأل العامل اللي كان بيصلي هناك إذا كان هو كمان بيصلي في المكان ده. العامل قال له إنه مفيش حد بيصلي غيره! الطالب بعد كده قرر إنه مش هيصلي تحت الأرض، وطلع فوق ورفع الأذان بصوت عالي! كل اللي موجودين فوق سمعوا الأذان وبدوا يدوروا على مصدر الصوت. أنا مش عارف بضعف إيمان الناس ولا إيه اللي بيحصل، بس عندي فضول بخصوص موقف الطالب ده. ممكن تفيدني برأيك؟

الإجابة:

بسم الله الرحمن الرحيم، صديقي العزيز، ما تفضلت بذكره يُظهر فعلاً بعض التحديات التي تواجه الطلاب في البيئة الجامعية، وخاصة في ما يتعلق بممارساتهم الدينية. من المهم أن ندرك أن كل فرد له تجربة مختلفة عندما يدخل لمؤسسة تعليمية جديدة. ما حدث مع الطالب يُعبر عن Clash بين قيمه الدينية وما يمكن أن يواجهه من بيئة قد لا تدعم تلك القيم بشكل كافٍ.

توظيف المساحات الخاصة بالصلاة في الجامعات يعد أمرًا في غاية الأهمية، فالدين جزء لا يتجزأ من حياة العديد من الطلاب. ينبغي أن توفر الجامعات أماكن مخصصة لأداء الفرائض، وهذا ليس فقط لراحة الطلاب ولكن أيضًا لتشجيع البيئة المجتمعية والمثل العليا لفهم التسامح والتنوع.

الطلبة الذين يرفعون الأذان في مجتمعاتهم التعليمية يُظهرون شجاعة وتجسيدًا للأيمان بقيمهم، وغالبًا ما يُعتبر أيضًا دعوة للآخرين للتفكر والتأمل في أهمية الروحانية وممارسة الشعائر بشكل علني. ومع ذلك، ينبغي أن يظل الحوار قائمًا بين الطلاب والإدارة الجامعية لضمان تلبية احتياجات الجميع دون استثناء.

بمجمل القول، ينبغي أن تُعزز الجامعات من سبل دعم حرية ممارسة الشعائر الدينية، وتمنح المساحة لكل الطلاب ليعبروا عن إيمانهم خاصة في لحظات تتطلب ذلك، وذلك للحفاظ على توازن سليم بين الالتزام الديني والتفاعل العلمي والاجتماعي.