المريض: مرحبا دكتور، أتمنى أن تكون بخير. لدي مشكلة تتعلق بتواصل أطفالي. ابني عمره 15 عامًا، وفي يوم من الأيام اكتشف محادثة قديمة بيني وبين صديق لي. هو شخص أعرفه منذ فترة طويلة، وقد كنت أتحدث معه بشكل غير رسمي. بالمصادفة، قرأ ابني تلك الرسائل بينما كنت نائمة، وواجهني بموقف صعب بعد ذلك. كان هناك بعض المزاح بيني وبين هذا الصديق، لكن ابني لم يستطع تقبله، واعتقد أنني تصرفت بشكل غير لائق. كيف يمكنني التعامل مع هذا الموقف، واستعادة ثقة ابني بي مرة أخرى؟ أجد نفسي في حالة من الخجل، ولا أعرف كيف أعود إلى طبيعتنا، وأرجو نصيحتك.

الرد:
الأمر الذي تمرين به هو موقف حسّاس وشائع بين الأهل والمراهقين، ويحتاج إلى تواصل فعّال لفهم وجهات النظر المختلفة. من المهم أولاً أن تدركي أن المراهقين في هذا العمر يتمتعون بحساسية عالية وقدرة على تفسير الأمور بطرق مختلفة. إليك بعض الخطوات التي يمكنك اتخاذها:

1. فتح حوار: قومي بالحديث مع ابنك بشكل هادئ ومحايد. اسأليه عن مشاعره وأسباب انزعاجه. اعطيه المساحة للتعبير عن رأيه بحرية، فهذا يساعده على الشعور بأنكِ تستمعين له.

2. التوضيح والطمأنينة: شرحي له طبيعة علاقتك بهذا الصديق، وأن المزاح الذي كان بينكما لا يعني شيئًا أكثر من كونه مزاحًا. يمكنك التأكيد على أن الثقة والاحترام هما أساس العلاقة بينك وبينه، وأنك تودين تعزيز هذا الاحترام.

3. المسؤولية العائلية: قولي له إنك تقدريني مشاعره، وأنه لديك مسؤولية تجاه الأسرة تفوق الأمور الشخصية. اعطيه أمثلة على كيفية التواصل العائلي الصحي، مثل الاحتفاظ بالخصوصية بين الأعضاء ولماذا هو مهم.

4. التأكيد على الحب: بيني له أنك تحبينه وتعتنين به، وأنك مستعدة للعمل على تحسين التواصل بينكم. الأهم هو بناء الثقة مجددًا، وينبغي أن يشعر بأنك تحترمين خصوصيته في الأمور أيضاً.

5. المشاركة في الأنشطة: قضاء بعض الوقت معًا في أنشطة تحبونها سوياً يمكن أن يساعد على تقوية العلاقة بينكما. الألعاب، الأفلام أو الخروج في نزهة قد تكون أفكارًا جيدة لتخفيف التوتر وتعزيز الأواصر.

6. الصبر: تذكري، عملية استعادة الثقة تتطلب وقتًا وصبرًا. أعطي ابنك الوقت ليعبر عن نفسه ويشعر بالراحة في العودة إلى وضعه الطبيعي معك.

باتخاذ هذه الخطوات، يمكنك استعادة دعائم الثقة بينكما والعودة إلى علاقة سليمة وصحية.