السؤال:
صباح الخير دكتور، أنا بنت وكلامي عن موضوع حساس شوية وبدور على نصيحتك. من وأنا صغيرة، دائمًا كنت أتمسك بالأماكن والأشياء اللي بمر عليها، وبحس بالحزن لما أفقدها. دلوقتي أنا لقيت شخص بحبه حب صعب يوصَف، وهو قالي من البداية إننا أصدقاء. كنت راضية بالاتفاق ده لأنه كان دائم التواصل معايا، لكن دلوقتي بشعر أن التواصل قل، وأصبحت أعاتبه. لما بيقضي معايا وقت، بكون مبسوطة، لكن بعد فترة بحس إنه بعيد عني. أنا بصراحة مرّت بي تجارب صعبة قبل كده، والمشكلة دلوقتي أني نفسيتي متأثرة، وبشعر أني مش قادرة أكمل بالطريقة دي. تركت عملي وبقضي اليوم أنتظر اتصاله. لو تجاهلت مكالمته، بحس بقلق شديد. إزاي أقدر أتعامل مع الموقف ده؟ لأني حاسة أني بدمّر نفسي، حتى لو هو شخص كويس.
الجواب:
صباح الخير، أشكرك على مشاركتك هذه المشاعر والتجارب المهمة. من الواضح أنك تمرين بوقت صعب للغاية، وأنا أقدر شجاعتك في التعبير عن ذلك. العلاقات العاطفية يمكن أن تؤثر بشكل كبير على الحالة النفسية، خصوصًا عندما تكونين قد مررت بتجارب سابقة صعبة، مثل ما ذكرت عن العائلة المفككة والعلاقة الفاشلة.
الارتباط العاطفي وامتداد المشاعر تجاه شخص ما قد تكون مرهقة في بعض الأحيان، خصوصًا عندما يكون هناك غموض أو عدم استقرار في التواصل بينكما. من المهم أن تتذكري أن العلاقة يجب أن تكون مصدر دعم وليس مصدر ألم. إذا كنت تشعرين بأن هذا التعلق يؤثر سلبًا على حياتك اليومية، فيجب أن تتقييمين الوضع بشكل واقعي.
أحد الحلول الممكنة هو التحدث بصراحة مع الشريك حول مشاعرك واحتياجاتك. قد يكون من المفيد أيضًا تحديد حدود للتواصل، بحيث لا تشعرين بالضغط الدائم في انتظار مكالماته، مما قد يساعد في تقليل التوتر والقلق.
كذلك، من الجيد أن تبحثي عن أنشطة جديدة لتملئي بها وقتك، مثل الهوايات أو ممارسة الرياضة، ذلك سيساهم في تحسين مزاجك وصحتك النفسية. التفكير في استشارة متخصص نفسي قد يكون خطوة مهمة أيضًا، لأنه يمكن أن يقدم لكِ الدعم اللازم لتجاوز هذه المشاعر القلقة والمرهقة.
تذكري، أن السعادة ليست محصورة في علاقة واحدة، ويمكنك دائمًا العمل على تطوير نفسك واهتماماتك بعيدًا عنه. ركزي على بناء حياة تؤدي لكِ الشعور بالرضا، وأعلمي أن التغيير الإيجابي يتطلب بعض الوقت والصبر.