أزايك يا دكتور، أتمنى تكون بخير. عندي سؤال بخصوص واحدة صاحبتي، حصلها موقف غريب قوي. هي دخلت الحمام من حوالي شهر ونص، ولما اتأخرت شوية، خبطوا عليها لكن محدش رد، والباب كان مقفول من جوا. فقرروا يكسروا الباب ولما دخلوا لقوا الحمام فاضي ومفيش حد. أهلها كانوا في حالة رعب. ورغم إنهم جابوا شيوخ وعملوا كل حاجة ممكنة، مفيش أي فائدة. الغريب إن دلوقتي، وأنا بتكلم معك، هي ظهرت النهاردة من الحمام زي ما يكون مافيش أي حاجة حصلت، ودخلت أوضتها عادي. وبعد كده سمعناها بتزعق عشان حاجات كانت موجودة في مكانها اختفت! ومحدش عارف يقنعها إن هي كانت مختفية لمدة شهر ونص! في رأيك دكتور، إيه اللي ممكن يكون حصل لها؟
—
الموقف الذي تم ذكره يتطلب تفسيرًا دقيقًا من الناحية الطبية والنفسية. أولاً، من المهم أن نفهم أن حالة الانسحاب أو فقدان الوعي لفترة طويلة – كما هو الحال مع ظهور المريضة المفاجئ بعد شهر ونصف من الاختفاء – يمكن أن تكون نتيجة لعدد من العوامل.
من الناحية النفسية، يمكن أن يعاني الشخص من نوع من الاضطرابات النفسية، مثل الانفصال عن الواقع أو الاضطراب الانفصالي. تكون هذه الحلات في بعض الأحيان نتيجة لتجارب عنيفة أو ضغوط نفسية كبيرة. من الممكن أن تكون المريضة قد تعرضت لحدث صادم أدى إلى دخولها في حالة من الإنكار، مما جعلها تتراجع إلى حالة من الخدر أو الانفصال عن الواقع.
أما بالنسبة لالظهور المفاجئ، فقد يرتبط ذلك أيضًا بحالة مرضية نفسية تُعرف باضطراب الهوية الانفصالي، حيث يمكن أن ينشأ “شخصية” جديدة قد تتصرف بشكل مستقل تمامًا.
بالإضافة إلى ذلك، ينبغي دراسة حالاتها الفيزيولوجية. إذا كانت المريضة قد تعرضت لفقدان للوعي أو حدث بيولوجي غير طبيعي، مثل التفاعل مع مواد معينة أو حالات طبية مثل نوبات صرع، يمكن أن يكون لذلك تأثير كبير على سلوك الفرد خلال تلك الفترة.
لذا، يشمل الحل المقترح استشارة طبيب نفسي لتقييم حالتها النفسية بشكل شامل، بالإضافة إلى إجراء الفحوصات الطبية اللازمة للتأكد من عدم وجود حالات طبية غير مرئية التي قد تفسر اختفائها. من المهم توفير بيئة آمنة وداعمة للمريضة خلال هذه المرحلة لضمان انتقالها بنجاح إلى مرحلة العلاج والتعافي.