السؤال:
عزيزي دكتور، يسعدني التحدث معك حول حالة والدي. هو في عمر 66 عامًا وقد تم تشخيصه بسرطان المثانة. بعد إجراء العملية الجراحية في مستشفى المعادي لاستئصال المثانة، لم تتحسن حالته. والدي يعاني من آلام مستمرة في منطقة الحوض، ولا يستطيع النوم بشكل جيد. إنه يجد صعوبة في الوقوف ويشعر بعدم الإحساس في بعض الأحيان في قدميه، كما أن شهيته قد تدهورت بشكل كبير. الأطباء يقولون إن حالته ليس بها أي مشاكل عضوية، وأن هذه الآلام قد تكون مرتبطة بحالته النفسية. أرجو منك أن توضح لي ما إذا كان هذا دقيقًا، وكيف يمكنني مساعدته لتحسين صحته. شكرًا لك.
الإجابة:
بالتأكيد، أقدر مشاعرك وقلقك تجاه حالة والدك. من المهم أن نفهم أن تجربة الألم بعد العمليات الجراحية، خاصة في حالات مثل سرطان المثانة، قد تكون معقدة ومتعددة الأبعاد.
لتوضيح الأمر، بعد استئصال المثانة، قد يتعرض المرضى لآلام في منطقة الحوض نتيجة للعملية نفسها أو بسبب التغيرات في وظائف الجسم. كما أن فقدان الإحساس في الأطراف أو الشعور بالخدر قد يكون ناتجًا عن الضغوط النفسية أو العصبية التي يتعرض لها الفرد بعد تجارب صعبة.
النقطة التي أثارها الأطباء حول العلاقة بين الحالة النفسية والألم لا يمكن تجاهلها. الدراسات أظهرت أن العوامل النفسية تلعب دورًا هامًا في الإحساس بالألم. لذلك، من الضروري توفير الدعم النفسي لوالدك. يمكن أن يساعد العلاج النفسي، مثل العلاج السلوكي المعرفي، على تحسين مزاجه والتعامل مع القلق والاكتئاب الذي قد يؤثر على حالته الجسدية.
من الناحية العلاجية، يجب أيضًا العمل على تخفيف الآلام عبر العلاج الدوائي المناسب، والذي قد يتضمن مسكنات الألم أو أدوية أخرى حسب تقييم الطبيب المعالج. كما أن الاهتمام بالتغذية الجيدة يمكن أن يسهم في تحسين حالته بشكل عام.
إن توفير بيئة هادئة ومساعدة والدك في ممارسة بعض الأنشطة البسيطة، مثل المشي أو حتى ممارسة تمارين الاسترخاء، يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على صحته النفسية والجسدية.
إذا استمرت الأعراض أو تدهورت الحالة، يُفضل مراجعة طبيب مختص في الألم أو طبيب نفسي لمزيد من التقييم والعلاج. أرجو أن تحمل المعلومات هذه بعض الأمل والدعم لك ولأسرتك.