السؤال:

صباح الخير دكتور، أنا عندي قصة غريبة شوية حصلت معايا لما كنت طفلة. كنت أعيش في جدة وكان في امرأة دايمًا تجي عندنا، وبصراحة كنت حسّ بارتياح غريب لما أشوفها. لكن بعد ما انتقلنا لمدينة الخبر، شفتها في المنام وهي تحتضني وتبكي وتقول "بنتي". ومن ساعتها، أسئلة كتير بتدور في بالي: من هي المرأة دي؟ هل الموضوع ليه علاقة بأحلامي وعواطفي؟ ياريت لو تقدر تساعدني بالتفسير.

الجواب:

صباح النور، الحمد لله أنك شاركتني بهذه التجربة. القصص المشابهة تظهر أحيانًا عندما يرتبط الأطفال بأشخاص غامضين في حياتهم، ويستشعرون مشاعر قوية تجاههم دون سبب واضح. هذه التجربة تستحق المراجعة من زوايا مختلفة، سواء كانت نفسية أو روحانية.

من الناحية النفسية، يُعتبر الأطفال حساسين بشكل خاص لعواطف ومشاعر الآخرين، وقد يُظهرون مشاعر الحب والحنان تجاه شخصيات تأثرت بهم بشكل عاطفي في الصغر. ربما كانت هذه المرأة تمثل رمزاً للأمان أو الحنان بالنسبة لك، مما جعلك تشعرين بالراحة والحنان خلال وجودها.

أما بالنسبة للجانب الروحي، قد يفسر البعض تجاربك بأبعاد غير مادية، حيث يُعتقد أحيانًا أن الروح تتواصل عبر الأحلام. الحلم الذي رأيته، وقد كان مفعمًا بالعاطفة، قد يكون تعبيرًا عن التواصل الروحي أو الذكريات التي لم تُنسَ، خاصةً إذا كان هناك ارتباط قوي بينها وبين العائلة.

قد تودين في هذه الحالة استكشاف مشاعرك بشكل أعمق، والتحدث مع أفراد أسرتك حول هذه المرأة وتأثيرها. كذلك من المهم التعامل مع الأحلام بشكل موضوعي وعدم الانجذاب وراء الخوف أو القلق. فالفهم الإيجابي يمكن أن يساعد على تخفيف أي مشاعر غير مريحة قد تنتج عن هذه التجارب.

في المجمل، التفاعل مع الذكريات والمشاعر يعد عملية صحية، ويمكن أن يساهم في تعزيز الفهم الشخصي والنمو النفسي.