السؤال المعاد صياغته:

أهلاً دكتور، أتمنى أنك بخير. عندي استفسار مهم. من حوالي سنتين، بدأت أشعر بوسواس قهري فجأة، خصوصاً في أوقات النوم، حيث كانت تأتيني أفكار عنيفة وغريبة. بعد 6 أشهر، زرت طبيب نفسي وسلّمني دواء يسمى فافرين، واستعملته لمدة 3 أشهر، وشعرت بتحسن كبير ونسيان لما حدث. لكن، في الخلفية، كانت هناك مشاكل عائلية. عندي أخ أكبر مني، وعندما يسافر لفترات طويلة، تبدأ الأفكار تعود لي، وعندما يعود، تختفي وكأن شيئاً لم يكن. حالياً هناك مشاكل كبيرة تضطره للسفر كثيراً، والوسواس بدأ يعود لي بقوة، وهذا يؤلمني. أريد أن أفهم سبب المشكلة وكيف يمكنني التعامل معها. شكراً جزيلاً لك.

الإجابة:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،

أشكرك على مشاركتك تجاربك والمشاعر التي تمر بها. ما تصفه قد يكون علامة على وجود وسواس قهري يُحفّز بواسطة عوامل خارجية، مثل التوتر العائلي أو عدم الاستقرار الذي يشعر به الفرد.

عندما نعود إلى تجربتك، من الواضح أن هناك علاقة بين سفر أخيك وظهور الأعراض لديك. التوتر والمشاكل العائلية يمكن أن تُشعل الذكريات أو الأفكار الوسواسية، مما يقودك إلى استرجاع التجارب السلبية السابقة التي قد تكون ترتبط بعدم الأمان أو القلق.

من المهم مراعاة أن العلاج الدوائي مثل الفافرين يمكن أن يقدم تخفيفًا، لكنه ليس علاجًا نهائيًا. يمكن أن تجد نفسك في حاجة لدعم نفسي إضافي، مثل العلاج السلوكي المعرفي (CBT) الذي يُعتبر فعّالاً جداً في التعامل مع الوساوس. هذا العلاج يساعد في تطوير مهارات التحكم في الأفكار الوسواسية والتقليل من استجابتها.

كذلك، يُفضل خلال هذه الأوقات أن تبحث عن طرق للتعامل مع ضغوط الحياة اليومية، مثل ممارسة التأمل، تمارين التنفس، أو النشاطات التي تستمتع بها لتعزيز شعورك بالاستقرار.

إذا استمرت الأعراض في العودة، فمن الحكمة مواصلة الحديث مع طبيبك النفسي ومناقشة الخيارات المتاحة، سواء كان ذلك تغيير العلاج أو إضافة أساليب علاجية أخرى. تذكر أن السماح لنفسك بالتواصل ومشاركة مشاعرك مع شخص موثوق يمكن أن يكون ذا فائدة كبيرة.

أتمنى لك الشفاء والراحة النفسية، ولا تتردد في التحدث مع مختص لمساعدتك على تجاوز هذه المرحلة.