السؤال:

السلام عليكم، معاليك، عندي ولدين، أكبرهم عمره 6 سنوات، وأصغرهم سنة. عندي مشكلة صغيرة، ابني الكبير يحب يلعب مع البنات أكتر من الأولاد. أنا حاسه إن ده مش طبيعي، ودائمًا بمسكه وأقول له إن ده تصرف غلط، لكن مفيش فايدة. ممكن تساعدني، ما الحل؟

الإجابة:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

أفهم تمامًا مشاعر القلق التي تشعر بها كأم، فكل الأمهات يرغبن في رؤية أبنائهن ينمون وفق المعايير الاجتماعية التقليدية. لكن دعيني أقول لكِ أن الهوية الجنسية والسلوكيات الاجتماعية للأطفال تتشكل بشكل مُعقد تتداخل فيه العديد من العوامل مثل البيئة المحيطة، والتربية، وحتى التجارب الشخصية.

للطفل في سنّ 6 سنوات، اللعب هو وسيلة هامة للتفاعل الاجتماعي واكتشاف الذات. إذا كان ابنك يفضل اللعب مع البنات، فهذا لا يعني بالضرورة وجود مشكلة، لكنه قد يكون ببساطة تعبيرًا عن شخصيته وتفضيلاته.

نقاط للنظر فيها:

1. فهم السلوك: ينبغي النظر إلى سبب تفضيل ابنك للعب مع البنات. هل لديهم اهتمامات مشتركة في اللعب؟ أحيانًا قد تكون الألعاب التي تتفاعل بشكل أكبر متاحة أكثر لدى البنات، مثل الألعاب الفنية أو المباريات الاجتماعية.

2. تجنب الضغط النفسي: إذا شعر ابنك بالضغط من قبلك لتغيير سلوكه، قد يؤثر ذلك سلبًا على ثقته بنفسه. من المهم دعمه في اختيار أصدقائه ومصادر اللعب.

3. تشجيع التنوع: يمكنك تشجيع ابنك على تجربة أنشطة أخرى مع الأولاد والبنات، وفتح حوارات بسيطة حول أهمية التنوع في الصداقات.

4. توجيه الأصدقاء: حاولي تنظيم لقاءات مع مجموعة أكثر تنوعًا من الأطفال، حتى يتمكن من اللعب مع الأولاد والبنات بحريّة.

5. التواصل: اجلسي معه وافهمي وجهة نظره. اسأليه عمّا يحبه في اللعب مع البنات وكيف يشعر حيال ذلك. قد يكون لديه أفكار أو مشاعر لم تشعري بها من قبل.

في النهاية، أهم ما يمكن تقديمه هو الدعم والحب. ثقفي ابنك ولا تسمحي للذهنية التقليدية بالتأثير على خياراته. كل طفل فريد، ومش مهم جدًا ما يقوله الآخرون طالما أنه سعيد ومُتمتع.

إذا كانت لديك أي أسئلة أو مخاوف أخرى، فلا تترددي في استشارة مختص.