عزيزتي، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا شابة في الرابعة والعشرين من عمري وأدرس الماجستير. كنت دائمًا في حالة جيدة وسعيدة، لكن مؤخرًا شعرت بالوحدة والاكتئاب بسبب مشكلة عاطفية. لقد فقدت الثقة في من حولي، وأصبحت أبتعد عن أصدقائي وأفضّل الانعزال. هذا أثر على دراستي وسبب لي رسوبًا في بعض المواد. تكرر الفشل في الامتحانات أثّر على ثقته بنفسي. كما أعاني مؤخرًا من النسيان وصعوبة التركيز، مما زاد من مخاوفي حيث أنني أنسى أشياء بسيطة مثل أماكن متعلقياتي ومصالحي. أحتاج إلى نصائحكم للخروج من هذه الأزمة وأنا أواجه صعوبات مالية تمنعني من زيارة طبيب.
—
أولاً، أود أن أشير إلى أهمية الاهتمام بالصحة النفسية، والتي تشكل جزءًا أساسيًا في مراحل حياتنا، خاصةً في فترة الشباب. إيمانك بإمكانية التغيير وتحقيق الأهداف يستلزم بداية جديدة وأحيانًا قد تتطلب منّا طلب المساعدة.
الوحدة والاكتئاب هما مشاعر طبيعية يمكن أن تواجهها أي شخص في مواقف معينة، ولكن عندما تزداد الأمور سوءًا بحيث تؤثر على حياتك اليومية ودراستك، فهذا يدل على ضرورة التعامل معها بشكلٍ جاد. إن الشعور بعدم الثقة بالنفس قد يزداد سوءًا إذا ترك للفترة الطويلة دون معالجة، لذلك يُفضل أن تسعي لأخذ خطوات صغيرة نحو التحسن.
من المهم أن تعملي على استعادة توازنك النفسي، فعلى الرغم من الظروف المادية الصعبة، هناك وسائل متعددة للحصول على الدعم. يمكنك البحث عن مجموعات دعم محلية أو عبر الإنترنت، حيث يمكن مشاركة تجربتك مع الآخرين ممّن مروا بنفس التحديات. أيضًا، من المفيد محاولة الانغماس في أنشطة تثير اهتمامك، الجسم بحاجة إلى بعض النشاط والإيجابية.
أما بالنسبة لمشكلة النسيان وصعوبة التركيز، فمن الممكن أن يكون الضغط النفسي هو العامل الرئيسي. يمكنك تجربة تمارين التأمل أو اليوغا لتحسين مرونة عقلك وزيادة التركيز.
بتوفيق الله، ستحصلين على القدرة على تجاوز هذه المرحلة الصعبة والعودة إلى النجاح الذي اعتدت عليه.