السؤال
مساء الخير دكتور، أنا عندي مشكلة وأحتاج رأيكم فيها. أنا وزوجي الآن في دولة عربية، ونشتغل سوياً، ومرتبى أعلى قليلاً من مرتبه. هو يريد مني أن أعطيه كل مرتبي بمجرد نزوله، وهو يتصرف فيه كما يحب، ويريد أن يخصص لي مصروفاً ثم يستخدم مرتبه مع مصروفي لدفع الإيجار والمصاريف اليومية، ونحوش الباقي لمشروع مستقبلي.
لكن هناك شيء يزعجني. هو أيضاً يفضل أن كل شيء نشتريه، سواء كان أرض أو شقة، يكون باسمهم فقط، ويقول إنه أخذ هذا القرار لأنه هو الرجل. ويشعر أن عليّ أن أطلب إذنه لأي شيء أريد شراءه، وكأنني أخذت من ماله.
الآن، أشعر أنه يحاول التحكم في حياتي، وأنه يفضل أن أكون تحت أمره دائماً. وصل الأمر إلى أنه يهددني بأنه إذا لم أقبل بهذا الوضع، سيجعلني أختار بين الطلاق أو ترك عملي، وهذا يؤثر على مستقبلي. مع أنني لا أظهر له أنني أتقاضى راتباً أعلى. أتمنى أن تشاركوني آرائكم، وآسفة إن كنت متلخبطة في التعبير.
الإجابة
أهلاً وسهلاً بك، وشكراً لمشاركتك الموضوع المهم الذي يشغل تفكيرك. في البداية، من الضروري التطرق إلى موضوع الديناميكية المالية بين الأزواج، وكيف يمكن أن تؤثر على العلاقة بشكل عام.
يبدو أن النقاط التي تثير لديك القلق تشمل التفاهم في الشؤون المالية والثقة المتبادلة. من المهم أن يكون هناك ميزانية مشتركة تُحدد بالتوافق بينكما، حيث تساهمان معاً وفقاً لدخلكما وتساهمان في القرارات المالية بشكل متساوي، دون الإخلال بمبدأ الاحترام والتقاسم.
فيما يتعلق برغبتك في الانتهاء من العمل أو الشعور بالتحكم، يعتبر من الضروري الإبلاغ عن مشاعرك ومخاوفك في محادثة صريحة مع زوجك. التفاهم والاحترام المتبادل هما مفاتيح نجاح أي علاقة، ومن المهم أن يتمكن كل طرف من التعبير عن احتياجاته ورغباته.
أما عن موضوع ملكية الممتلكات، فإن أي استثمار مثل شراء أرض أو شقة يجب أن يكون توافقياً، وأن يُعتبر كلاً منكما شريكاً في هذا الاستثمار. توثيق الملكية بصورة تضمن حقوق كل منكما أمر مهم جداً، ويجب أن يكون محلاً للنقاش للوصول إلى قرار مُرضٍ لكما.
إذا كنت تشعرين بعدم الارتياح حول ضرورة الاستئذان في الأمور المالية، فهذا مؤشر على الحاجة إلى إعادة تقييم العلاقة. يمكن أن تكون مشاورة مختص نفسي ضرورية لمساعدتك في فهم أكثر عمقاً لما يجري وبلورة خطوات للتقدم.
الخلاصة هنا، التواصل هو العنصر الأساسي. مهما كانت صلاحيات أو تقاليد معينة موجودة، تبقى جميعها قابلة للنقاش والتغيير إذا كانت تضر بأحد الطرفين. تذكري، صحتك النفسية ورفاهيتك الشخصية مهمة جداً، ويجب أن تكون ضمن أولوياتك.