السلام عليكم دكتور، أحببت أن أشاركك بموقف شخصي مؤلم. بعد 16 سنة من الزواج، وانخراطي مع شخصٍ عزيز علي، تفاجأت بقراره بالطلاق. لقد كنت أجمع بين حبي له وحياتي معه لأكثر من 20 سنة، وبالكاد مررنا بمشاكل. ولكن فجأة، أصبح يشعر بعدم الراحة وقرر إنهاء كل شيء. يقول إنه يعيش في وضع غير مرضي وأنه يعاني من ضغط العمل، مما أثر على صحته. رغم كل ما كان لدينا، أشعر أنه ترك كل شيء ببساطة دون أن يبذل الجهد للتحدث معي حول مشاعره. حاولت الوصول إليه وفهم موقفه، لكن الأمور ازدادت تعقيدًا. الآن، أريد أن أعرف كيف أستطيع التعامل مع هذه المشاعر المؤلمة وكيف يمكنني المضي قدمًا؟

—

عندما نواجه حالات مؤلمة مثل الطلاق، كثيرًا ما نرتبك ونشعر بالضياع. الارتباط الذي دام 20 عامًا هو فترة طويلة جدًا، ومن الطبيعي أن تعاني من القلق والحزن بعد إنهاء هذا الفصل من حياتك. مشاعر الإحباط والانكسار التي تشعرين بها طبيعية تمامًا في مثل هذه الظروف، والحديث عنها هو الخطوة الأولى نحو الشفاء.

التغييرات المفاجئة في العلاقات يمكن أن تكون شديدة القسوة، خاصة عندما نشعر بأننا قد قدمنا كل ما لدينا لجعل الأمور تسير على ما يرام. من المهم تفهم موقف زوجك السابق. قد يفكر في احتياجاته وصحته النفسية بعد سنوات من التحمل، وهذا لا يعني أن ما مررتِ به خلال زواجك لم يكن ذو قيمة.

نوصي بالبحث عن دعم نفسي. الجلوس مع متخصص في الصحة النفسية يمكن أن يساعدك على معالجة مشاعرك ويسمح لك بالتحدث عن تجاربك. الدعم من الأصدقاء والعائلة مهم أيضًا، فلا تترددي في مشاركة قصتك مع من تثقين بهم.

أما عن المضي قدمًا، عليك أن تمنحي نفسك الوقت لتتعافي. اشغلي نفسك بالهوايات أو الأنشطة التي تستمتعين بها، فالبحث عن مصادر السعادة قد يساعدك على مواجهة التحديات. إذا كان لديك طفل، من المهم أن تظلّي قوية وصحية من أجله أيضًا.

كل تجربة تمر بها تضيف إلى شخصيتك ونضوجك. الحياة قد تعيد أصطفافك في طرق لم تكوني تتوقعينها، وفي النهاية، تستحقين الحب والسعادة. تذكري، الله تعالى يختار الأفضل لنا، وقد يحمل المستقبل لك مفاجآت سارة.