مرحبًا دكتور، أتمنى أن تكون بخير. عمري 48 عامًا ومدخن منذ 33 عامًا، أتناول يوميًا ما بين 10 إلى 20 سيجارة. لدى إرادة قوية للإقلاع عن التدخين، حيث نجحت في التوقف عن التدخين في ثماني محاولات، وكانت أطول فترة لي بدون تدخين أربع سنوات، وأقصرها شهر واحد. لكن المشكلة التي أواجهها هي الاكتئاب الشديد الذي يصيبني بعد حوالي شهر من التوقف، حيث أشعر بحزن شديد ورغبة في البكاء، وفقدان للرغبة الجنسية. حاولت تحسين حالتي من خلال تناول أطعمة تساهم في محاربة الاكتئاب، واستخدمت دواء “سيروكسات” بجرعة 20 ملغ تقريبًا، ولكن لم أستمر في تناول الكثير منه. عندما استشرت طبيب علاج الإدمان، قال لي أني أتوهم. جربت استخدام لصقات النيكوتين ولكن دون جدوى. أشعر بالتعب والإرهاق من هذه المعاناة بين التدخين والاكتئاب. أرجو مساعدتي لتجاوز الاكتئاب بعد الإقلاع عن التدخين. شكرًا جزيلاً لك.
—
إدراك مشكلتك المتعلقة بالتدخين والاكتئاب يتطلب اهتمامًا خاصًا، خاصة في ظل محاولاتك المتكررة للإقلاع. إن تجربة الاكتئاب بعد التوقف عن التدخين ليست نادرة، حيث يجد العديد من المدخنين السابقين أنفسهم في مواجهة مشاعر سلبية وحزن. يُعرف هذا الاكتئاب بأنه ردة فعل طبيعية للجسم على التغييرات الكيميائية في الدماغ التي تحدث عند الإقلاع عن النيكوتين.
النيكوتين ينشط إفراز مواد كيميائية مثل الدوبامين، والتي تلعب دورًا كبيرًا في تحسين المزاج والشعور بالمتعة. عندما يتوقف الجسم عن تلقي هذه المواد، يمكن أن يشعر الشخص بمشاعر الحزن والعزلة. لذا من المهم أن تكون لديك خطة واضحة للتعامل مع هذه الأعراض.
يمكن النظر في خيارات العلاج النفسي، مثل العلاج السلوكي المعرفي، والذي أثبت فعاليته في معالجة الاكتئاب الناجم عن الإقلاع عن التدخين. هذا النوع من العلاج يمكن أن يساعدك في تعلم استراتيجيات جديدة للتعامل مع الضغوط والمشاعر السلبية.
أيضًا، من المفيد التفكير في المجموعات الداعمة، حيث يمكنك التواصل مع آخرين مروا بتجارب مشابهة. التأثير الإيجابي للدعم الاجتماعي يمكن أن يكون كبيرًا في تخفيف مشاعر الاكتئاب.
كما يجب استشارة طبيب نفسي مختص، حيث يمكن تناول أدوية مضادة للاكتئاب لتساعد في تخفيف الأعراض. إذا كان “سيروكسات” لم يكن فعالًا بالنسبة لك، فيمكن للطبيب اقتراح خيارات أخرى.
من المهم أيضًا الاهتمام بنمط الحياة؛ ممارسة الرياضة بانتظام، تناول نظام غذائي متوازن، والحصول على قسط كافٍ من النوم يمكن أن تساهم جميعها في تحسين حالتك النفسية بشكل عام.
في النهاية، يجب أن تدرك أن التغلب على الاكتئاب بعد الإقلاع يتطلب وقتًا وجهدًا، ولكن مع الدعم المناسب، يمكنك أن تحقق نجاحًا في كلا الجانبين: الإقلاع عن التدخين وتحسين صحتك النفسية. بالتوفيق.