دكتور، أنا عندي مشكلة بتسبب لي قلق شديد وتوتر. بحس بعدم الرغبة في مقابلة أي حد، حتى مع أهلي وأصدقائي. أحيانًا بيكون بيصعب عليّ أتوجه لهم بكلمة، حتى لو في البيت أو المدرسة. أنا بحب الوحده وبكون خجول جدًا، ولما أكون مع مجموعة من الشباب، بحس بالارتباك والارتعاش في وجهي، وكأني بفشل. كذلك، أفكر أحيانًا في الهروب للكحول أو المخدرات، لكن لسه ما جربتش. وكمان بحس بفقدان الأمل في الحياة، لكن فكرة الانتحار بعيده عن تفكيري لأني بقول إن موتي يكون كفر. عمري 27 سنة وبعيش في بريطانيا وحدي في بيت مشترك، وما عنديش عيلة هنا. ممكن توضح لي كيف أتعامل مع مشاعري دي؟
إن مشاعر القلق والخوف الاجتماعي التي تتحدث عنها تعتبر من الاضطرابات النفسية الشائعة، خاصة بين الشباب. يصاب الشخص بهذه الحالة نتيجة لضغوطات الحياة الاجتماعية أو من تجارب سابقة، مما يؤدي إلى تجنب الاجتماع بالآخرين.
في حالتك، يبدو أنك تعاني من قلق اجتماعي، حيث تشعر بالارتباك والخوف من التواصل مع الناس حتى مع المقربين إليك. هذا الأمر قد يترافق مع مشاعر العزلة والانطواء، والتي أوضحتها بوضوح.
من المهم أن نفهم أن مشاعر الـ “فشل” و”الهزيمة” هي جزء من ضغوطات الحياة اليومية، خاصة عند مواجهة الأوضاع التي تكون فيها تحت الأضواء، مثل الاجتماعات أو المواقف الاجتماعية.
هناك عدة استراتيجيات يمكن أن تساعدك على تحسين حالتك:
العلاج النفسي: يُعتبر العلاج بالكلام، مثل العلاج السلوكي المعرفي، من أبرز العلاجات الفعّالة لهذه الحالة. يساعدك هذا النوع من العلاج على تغيير الأفكار السلبية واستبدالها بأفكار أكثر إيجابية.
تقنيات الاسترخاء: مثل اليوغا أو التأمل، والتي يمكن أن تقلل من مستويات القلق والتوتر لديك.
التدريب على المهارات الاجتماعية: يمكنك الاستفادة من المجموعات الداعمة أو ورش العمل، حيث يمكنك ممارسة التفاعل مع الآخرين في بيئة آمنة وبعيدة عن الحكم.
استشارة طبيب نفسي: إذا كانت الأعراض تؤثر بشكل كبير على حياتك اليومية، قد تحتاج إلى استشارة طبيب نفسي مختص ليقوم بتقييم حالتك عن كثب.
فيما يتعلق بالميل للجوء إلى الكحول أو المخدرات، فهذه الوسائل عادة ما تكون مجرد مسكنات مؤقتة للمشاعر، لكنها قد تؤدي إلى مشكلات أكبر على المدى الطويل. لذا، من المفضل السعي وراء طرق أكثر إيجابية وفعالية للتعامل مع هذه المشاعر.
تذكر أنه ليس لديك وحدك في هذا الطريق، وما تطلبه هو خطوة هامة نحو الشفاء والتحسن.