السؤال:

مرحبًا دكتور، عندي سؤال يشغل بالي لفترة طويلة. أنا بحس إن عندي تعلق شديد بمربية أو معلمة كانت لي في المرحلة الإعدادية، ويبدو إن ده بيأثر على حياتي بطرق مختلفة. من صغري كنت حاسة بفقدان حنان الأم، ورغم إن والدتي موجودة، لكني بحس إنني مش قادرة أعيش من غير المربية دي. دلوقتي أنا في الجامعة وهي تعتبرني عيلتها. بس بصلت لمرحلة إنني حاسة إن التعلق ده مش صحي، ومش عارفة أزاي أقدر أتعامل معاه وأخليه طبيعي زي باقي الناس. لو سمحت، محتاجة نصيحتك.

الإجابة:

إن التعلق بشخص بعينه، خاصة في الظروف التي وصفتها، يعتبر حالة تستدعي الفهم والتعامل بحذر. التعلق المرضي غالبًا ما يكون نتيجة لفراغ عاطفي نشأ منذ الصغر، كما هو الحال في تجربتك مع والدتك. تأثير هذا الفراغ على مراحل حياتك المختلفة هو ما جعلك تلتجئي إلى هذه الشخصية في مرحلة معينة كتعويض عن الفقدان.

لنتناول بعض الخطوات التي قد تساعدك على معالجة هذه المسألة:

1. التقييم الذاتي: حاولي أن تقيمي مشاعرك تجاه هذه المعلمة وأسباب ارتباطك بها. اسألي نفسك: ما الذي تقدمه لك؟ هل هو الحب، الدعم، أو الشعور بالأمان؟

2. التواصل المفتوح: إذا كان ذلك مناسبًا، قومي بالتحدث معها حول مشاعرك. قد يكون من المفيد أن تشاركها ما تشعرين به وتطلبي منها الدعم في كيفية تطوير استقلاليتك.

3. البحث عن علاقات جديدة: حاولي بناء علاقات صحية مع أشخاص آخرين في حياتك، سواء من خلال الجامعة أو الأنشطة الاجتماعية. سيساعدك ذلك على تنويع دعمك العاطفي.

4. تفعيل الاهتمامات الشخصية: ابحثي عن الأنشطة التي تستمتعين بها وغير مرتبطة بها، مثل الرياضة أو الفنون. هذا سيمكنك من تطوير حكمتك وشخصيتك بعيدًا عن الاعتماد على شخص واحد.

5. الاستعانة بمتخصص: إذا كان لديك شعور قوي بأن هذا التعلق يؤثر على حياتك اليومية، فمن الممكن أن يكون من المفيد التحدث مع طبيب نفسي أو متخصص في الصحة النفسية.

في النهاية، التغيير قد يتطلب وقتًا وجهدًا، لكنك تعززين قدرتك على بناء حياة أكثر توازنًا تلبي احتياجاتك العاطفية بشكل صحي.