مرحبا دكتور، أمل أن تكون بصحة جيدة. لدي بعض الأسئلة التي تؤرقني بخصوص قلة التركيز التي أعاني منها. اشعر أنني أُسرح كثيراً وهذا يؤثر على قدرتي على استيعاب المعلومات، خصوصاً عندما أكون تحت ضغط أو توتر. أريد أن أعرف إذا كانت هناك تمارين أو طرق يمكنني استخدامها لتحسين تركيزي وزيادة قدرتي على تذكر الأشياء. هل الانغماس في حل الألغاز أو إجراء اختبارات القدرات يمكن أن يكون مفيدًا؟ وأيضًا، هل توجد طرق معينة لتقوية الذاكرة، وهل تعتبر الذاكرة الحديدة صفة وراثية أم يمكن تنميتها؟ أشكرك مقدماً على مساعدتك.
—
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يظهر من حديثك أنك تعاني من صعوبة في التركيز والسرحان، وهو أمر يتعرض له العديد من الأشخاص، وقد يكون له ارتباطات متعددة، منها النفسية والبيئية. لتجاوز هذه المشكلة وتحسين مستويات التركيز والذاكرة، هناك بعض الاستراتيجيات والتمارين التي يمكنك اتباعها.
أولاً، من الضروري تنظيم بيئة العمل أو الدراسة بحيث تكون خالية من المشتتات. قد تشمل هذه المشتتات الضوضاء أو العناصر البصرية المشتتة. يُفضل استخدام تقنيات مثل تقنية “بومودورو”، حيث تعمل لمدة 25 دقيقة متواصلة ثم تأخذ استراحة قصيرة. هذا يساعد في الحفاظ على الطاقة والتركيز.
ثانياً، يمكن تحسين التركيز من خلال تمارين محددة. مثلًا، ممارسة التأمل وتمارين التنفس، تساعد على تصفية الذهن وزيادة الانتباه. يمكنك أيضًا ممارسة اليوغا أو الرياضة بانتظام، حيث لها تأثير إيجابي على الصحة العقلية والنفسية.
أما بالنسبة لحل الألغاز واختبارات القدرات، فهي فعلاً مفيدة في تنمية مهارات التفكير والتركيز، حيث تُعزز من قدرتك على التفكير النقدي وتحسين الذاكرة العاملة. يُوصى بالاستمرار في هذه الأنشطة كممارسة دورية.
بالنسبة للذاكرة، هناك تقنيات خاصة يمكنك الاعتماد عليها مثل استخدام خريطة ذهنية، حيث تُساعد في تنظيم المعلومات بشكل بصري وتسهيل استرجاعها لاحقًا. قراءة الكتب والمشاركة في النقاشات الاجتماعية تعتبر أيضًا طرقاً فعالة لتنمية الذاكرة.
أما فيما يتعلق بالسؤال عن كون الذاكرة الحديدية صفة وراثية أو يمكن تنميتها، الاستثمار في تمارين العقل، مثل حفظ المعلومات وتحديات الذاكرة، يمكن أن يحسن الأداء الذهني بشكل ملحوظ بغض النظر عن العوامل الوراثية. الكثير من الأبحاث تشير إلى أن التدريب العقلي يُحدث فرقًا كبيرًا على مر الزمن.
في النهاية، من المهم الصبر والمتابعة المنتظمة. ستحتاج إلى بعض الوقت لرؤية التحسن، لكن الالتزام بهذه الممارسات سيكون له الأثر الإيجابي بلا شك.