بالطبع، سأساعدك في صياغة السؤال بشكل ودي ومن ثم سأقدم لك إجابة مفصلة.
السؤال:
مرحبا دكتور، عندي سؤال وبتمنى تساعدني. أنا بمر بتجربة صعبة من 8 سنين. الموضوع بدأ معايا بوسواس نظافة، كنت بغسل إيدي كتير، وفيما بعد تطور الموضوع لوسواس ديني، وصراحة الموضوع تعبني جداً. حسيت بفراغ كبير، خاصة إني مابقدرش أتعامل مع الناس بشكل طبيعي، بحس إن الكلام مع الآخرين مش له معنى لأنه بيدور في ذهني أفكار عن علاقتي بالآخرة، وبتساءل إذا كنت هادخل الجنة أو النار. الموضوع أثر على حياتي الاجتماعية وحاسس إن التعامل مع الناس أصبح تافه بالنسبالي. هل في حل أو نصيحة ممكن تساعدني في الخروج من الحالة دي؟
الإجابة:
إن الاضطراب الوسواسي القهري، المعروف اختصارًا بوسواس قهري (OCD)، هو حالة نفسية تتسم بوجود أفكار أو صور ذهنية متكررة وملحة (الوساوس) وسلوكيات أو طقوس تُمارس بهدف تخفيف القلق الناتج عن هذه الوساوس (القهريات). تتباين أعراض هذا الاضطراب من شخص لآخر، وقد تؤثر تأثيرًا كبيرًا على الحياة اليومية والعلاقات الاجتماعية.
عند بداية ظهور الوسواس القهري، قد يشعر الفرد بالرغبة في الحفاظ على النظافة كوسيلة للسيطرة على مخاوف معينة. لكن مع مرور الوقت، كما يبدو في حالتك، يمكن أن تتطور الأفكار إلى مجال أعمق مثل الشكوك المتعلقة بالدين، مما يزيد من الشعور بالقلق والإحباط.
من المهم التعرف على أن هذه المخاوف لا تعكس الحقيقة، وأن مشاعر العجز والشعور بانعدام القيمة التي قد تترافق مع هذه الأفكار يمكن أن تُعالج بشكل فعال. هناك عدة خيارات علاجية متاحة، ومنها:
-
العلاج النفسي: يُعتبر العلاج السلوكي المعرفي من أكثر العلاجات فعالية للحالات الوسواسية القهرية. يهدف هذا النوع من العلاج إلى تعديل الأفكار والسلوكيات السلبية. يُمكن أن تشمل الجلسات استراتيجيات مثل التعرض ومنع الاستجابة، حيث يتم التعرض للموقف المسبب للقلق دون القيام بالسلوك القهري المتعلق به.
-
الأدوية: في بعض الحالات، يمكن أن تكون الأدوية مضادة للاكتئاب، مثل مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية، فعالة في تخفيف الأعراض.
-
تقنيات الاسترخاء: ممارسة تقنيات مثل التأمل واليوغا يمكن أن تساعد في تخفيف القلق ورفع المزاج.
- الدعم الاجتماعي: التواصل مع الأصدقاء والعائلة، حتى لو كنت ترى ذلك "تافهًا" في بعض الأحيان، يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على الصحة النفسية. من المهم أن نتذكر أن العلاقات الإنسانية تُعدّ عنصرًا أساسيًا في الدعم النفسي.
إذا كنت تشعر أن حالتك تؤثر بشكل كبير على حياتك، فمن الضروري أن تسعى للحصول على مساعدة من مختص في الصحة النفسية. يمكنك البدء بزيارة طبيب نفسي أو استشاري نفسي، حيث يمكنهم تقديم خطة علاج ملائمة لحالتك الخاصة.