السؤال المعاد صياغته بلغة ودية:
أهلاً دكتور، عندي موضوع شاغلني وأحب أستشيرك فيه. أنا تزوجت بعد ما انتهت زواجي الأول وعندي ولاد من زواجي السابق عمرهم 15 و16 سنة. وزوجي أيضاً عنده ولاد عمرهم 14 و11 سنة. إحنا متجوزين من 6 سنين، وفي الفترة دي كان عنده ظروف مادية صعبة، لكن الأمور بدأت تتحسن من سنة ونص. المشكلة إن طليقته من وقت ما عرفت إنه استقر مادياً، بدأت بكثرة التواصل معاه، بتكلمه كل يوم وأحياناً أكتر من مرة. وعندما أسأله عن مواضيع حديثهم، يرد بأنها بخصوص الأولاد. ولديّ أيضاً أبناء مثلهم، ومع ذلك لا أواصل الحديث مع طليقي يومياً. هو يقول إن الوضع مختلف، لكن أنا اشفت صور على موبايله وهو مع أولاده في المول، وقال لي إنه شيء عادي. ضايقتني الأمور هذه لأنه يقضي وقتاً مع طليقته في الشارع، فهل هذا شيء طبيعي؟ هو يحاجج بأن التعليم له دور في تفتح الأذهان، وأنا عندي فقط دبلوم وجاهلة في نظره. لكنني أعتقد أنني أفهم الدين والشرع جيداً. ماذا أفعل في هذه الحالة؟
الإجابة بلغة احترافية:
إن الوضع الذي تواجهينه يتطلب التحليل الدقيق لفهم المعايير الاجتماعية والنفسية المحيطة بالترتيبات الأسرية المعقدة حاليًا. تبدو العلاقة التي تجمع بين زوجك وطليقته مستمدة من مصلحة مشتركة تتمثل في رعاية الأبناء، لكن تكرار التواصل اليومي قد يؤدي إلى مشاعر من عدم الارتياح والقلق.
الخطوة الأولى هي الحوار المفتوح والشفاف مع زوجك. يجب أن تشرحي له مشاعرك وجوانب القلق التي تساورك، مع التأكيد على أهمية العلاقة الأسرية التي تجمعكم. اعملي على الحفاظ على توازن صحي بين مفهوم الشراكة الزوجية وواجبات الأبوة تجاه الأبناء.
من المهم أن تتفهمي أن بعض الأزواج الذين ينتمون إلى خلفيات تعليمية وثقافية مشابهة قد يكون لديهم أفكار مختلفة بشأن العلاقات بين الطليقين. ينبغي أن يكون التركيز على كيفية التعامل مع هذه الديناميكيات بلا الانغماس في الأحكام القاسية. حاولي تعزيز ثقتك بنفسك وبقرارك الشخصي، واستثمري في تحصيل المزيد من المعرفة ولتوسيع آفاقك الثقافية، فاستمرار التعلم يعزز من موقفك.
يجب إعادة تقييم التوازن بين الحياة الأسرية والأمور الشخصية، تأكدي من أن أولادك يشعرون بالحب والرعاية من كلا الأبوين، دون أن يتأثروا بالضغوط العقلية الناتجة عن العلاقة بينك وبين طليق زوجك. عليك أن تسعي لتهيئة بيئة داعمة، تركز على رفاهية الأولاد. في حالة استمرت مشاعرك السلبية أو شعرت بعدم الارتياح، من الممكن أيضًا التفكير في استشارة مختص نفسي للمساعدة في التعامل مع هذه المشاعر بطرق صحية.
التواصل هو مفتاح الحل، لذا كوني صريحة مع زوجك واعملي على بناء الثقة في علاقتكما.