عزيزي دكتور، أنا شاب عندي 19 سنة، ولدي صديق مقرب جدًا أحبه بشدة. أشعر بانزعاج عندما أراه يتحدث مع أشخاص آخرين في الجامعة، وهذا الأمر ضايقني لدرجة أنني أخبرته بذلك. لكن ردة فعله كانت أنه زعل مني وابتعد عني. الآن، أشعر أن حياتي تحولت إلى جحيم بسبب غيابه. حاولت إصلاح الأمور بيننا، لكنه لم يقبل بذلك. صراحة، أنا أشعر بأنني لا أستطيع الاستمرار بدون وجوده في حياتي، وبدأت أشعر بالتوتر الشديد. أرجو منك النصيحة حول كيفية التعامل مع هذا الموقف، لأنني أشعر بالتعب الشديد من هذه الحالة.

—

إن الشعور بالقلق أو الاكتئاب نتيجة صراعات العلاقات الاجتماعية هو أمر شائع، وخاصة في مرحلة الشباب. ما تعاني منه يُشير إلى ارتباط عاطفي قوي، حيث يمكن أن يؤدي الحب الصادق لدرجة التعلق الشديد، وهو ما قد يكون له آثار سلبية على الحالة النفسية للشخص.

تجدر الإشارة إلى أن العلاقات المبنية على الحب والود تتطلب توازنًا. شعورك بالتهديد عندما يختلط صديقك مع أشخاص آخرين قد يعود لاحتياجك للشعور بالأمان العاطفي. من المهم أن تدرك أن العلاقات الصحية تحتاج إلى مساحة، ومن غير الصحي أن يتوقع الفرد من الآخر أن يكون محور حياته بالكامل.

التوتر الذي تشعر به نتيجة الانفصال في العلاقة هو عاطفي بحت، وقد يؤدي إلى إعاقة وظيفتك اليومية. من الضروري أن تعمل على تعزيز ثقتك بنفسك وبقدرتك على التعامل مع المشاعر. يمكن أن يكون من المفيد البحث عن وسائل للتعبير عن مشاعرك، سواء من خلال الكتابة، أو ممارسة بعض الهوايات، أو التحدث مع أصدقاء آخرين أو العائلة.

إذا استمرت حالة الاكتئاب أو التوتر لديك، فمن المهم التفكير في استشارة مختص نفسي. فالمعالجة النفسية أو الدعم من الأخصائيين يمكن أن يساهم بشكل كبير في مساعدتك على التعامل مع مشاعرك بشكل أكثر صحة وفاعلية. تذكر أن الاعتناء بصحتك النفسية هو خطوة مهمة جدًا نحو التوازن في العلاقات الشخصية.