أهلاً دكتور، أود أن أطلب منك استشارتك بخصوص موقف حساس أمر به. أنا في الثالثة والثلاثين من عمري وأرتبطت بفتاة منذ أيام الجامعة، وهي حالياً في الحادية والثلاثين من عمرها. لقد استمرت علاقتنا لمدة ثماني سنوات، وكانت دائمًا تدعمني في أصعب الظروف، حتى أنها أفادتني في تحقيق حلم السفر الخاص بي. لكن مع مرور الوقت، بدأت أشعر بالقلق حول مستقبلنا. والدتي أخبرتني أن فرص الزواج والإنجاب بالنسبة لها تقل مع تقدم العمر، وقدمت لي اقتراحات للزواج من فتاة أصغر سنًا.
شعرت بتوتر كبير، حيث كنت أرى الفتاة التي اقترحتها والدتي، وكانت جميلة جدًا، ورأيت الفروق بيني وبين شريكتك الحالية، الأمر الذي تناولته في ذهني لفترة طويلة. أشعر الآن بحيرة شديدة: هل أترك العلاقة بهدوء لأني أعتقد أنني سأظلم نفسي وهي أيضًا إذا استمررنا معًا؟ كيف يمكنني التعامل مع هذا الوضع بذكاء، دون أن أؤذي مشاعرها؟
في مثل هذا الموقف، من الجيد أن تتعامل معه بحذر وحساسية. العلاقات العاطفية التي تستمر لفترات طويلة قد تكون مليئة بالتحديات، خاصة عندما تواجه قضايا مثل العمر، والإنجاب، والتوافق. الأهم هو تقدير المشاعر التي تحملها لشريكتك وتحديد أولوياتك في الحياة.
أولاً، عليك أن تفكر في ما ترغب به حقًا في المستقبل. هل تحمل مشاعر قوية تجاه شريكتك الحالية، أم أن أفكارك تتجه نحو الحفاظ على علاقة من أجل الوفاء بسنة طويلة من الحب؟ من المنطقي أن تقلق بشأن فرص الإنجاب لدى شريكتك، ولكن تذكر أن العلاقات تتطلب أكثر من مجرد متابعة معيار سطحي. بل، يجب أن يكون هناك انسجام عاطفي وفكري بين الشريكين.
نقطة أخرى مهمة تتمثل في ضرورة التواصل. من المهم أن تتحدث مع شريكتك بصراحة عن مشاعرك، والقلق الذي يساورك بشأن مستقبلكم معًا. يجب أن تُظهر لها الاحترام والتقدير لما فعلته من أجلك، ولكن يجب أيضًا أن تتشارك بالأفكار والأحاسيس التي تراودك.
إذا كنت تشعر بأنك مضطر لمغادرة العلاقة، فقم بذلك بطريقة تُظهر الاحترام والحب. يمكن أن يكون الفصل صعبًا، لكن حسن التصرف يمكن أن يُخفف من الألم.
الأمر قد لا يكون سهلا، لكن عند اتخاذ القرار، عليك أن تكون صادقًا مع نفسك ومعها، وأن تستثمر في ما يجعلك سعيدًا ويراعي مشاعر الآخرين كذلك. إن العواطف الإنسانية معقدة، لكن مع التواصل والاحترام، يمكن الوصول إلى القرار الصحيح.