السؤال:
السلام عليكم دكتور. أنا عندي 34 سنة ولسه مش متجوزة، ومش عندي أي حد بيتقدم لي. كل صحابي اتجوزوا وخلفوا، وللأسف يوم فرح واحدة من صحابي المقربة مكنتش معزومة، وسألتها ليه فقالت إنها خايفة من العين والحسد. قعدت أفكر في الكلام ده وخلاني مش مرتاحة. بعدها بوقت، ابن صاحب بابا اتقدم لي ووافقت العيلة عليه. عملنا خطوبة لكن بعد أسبوع قالي إنه اتجوزني لمصلحة، وهذا جرحني جداً. لما حكيت لوالدي، لقيته يقول لي إن محدش كان بيتقدم لي، وبيقول لي إن الجواز نصيب. حاسة إني رخيصة جداً، وخايفة أكون السبب في إحباط نفسي. أريد نصيحتك يا دكتور.
الإجابة:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. الأمر الذي تعرضتي له يعتبر تجربة صعبة ومؤلمة، وليس من غير المعتاد أن نشعر بالقلق أو الانكسار بسبب الأمور المتعلقة بالعلاقات والزواج. من المهم أن نفهم أولًا أن الزواج مبني على أساس من الحب والاحترام المتبادل، وليس مجرد ارتباط لأسباب اجتماعية أو مادية.
في البداية، يجب علينا مناقشة لماذا تشعرين بأنك "رخيصة". هذه المشاعر قد تكون نتيجة لضغوط اجتماعية أو مقارنات مع الآخرين، لذا من الضروري أن تحاولي التركيز على قيمتك الذاتية والاستماع لصوتك الداخلي. لا تلتفتي للآراء المجتمعية التي قد تخلق ضغوط إضافية، بل اعملي على تعزيز ثقتك بنفسك من خلال الأنشطة التي تهمك وتظن أنها ستضيف لك قيمة.
بالنسبة لتجربة الخطوبة التي مرت بك، من المؤسف أن تجد نفسيك في موقف حيث يتم التعامل مع الزواج كمصلحة. هذا النوع من العلاقات قد يؤدي بالضرورة إلى الافتقار للعاطفة والالتزام، مما قد يتسبب في شعورك بالألم والإحباط. من المهم التحدث بوضوح مع والدك أو أفراد عائلتك حول توقعاتهم وأفكارهم بشأن شؤون الزواج، فإذا كان لديك رغبة قوية في بناء علاقة قائمة على الحب والمشاركة، يجب أن يكون لديك الفرصة لتوضيح ذلك.
أما عن موضوع العين والحسد، فهذا موضوع يتم تداوله في المجتمعات، ومن المهم أن تكوني واعية له، ولكن أيضًا عليك عدم السماح له بالتأثير على حياتك بشكل سلبي. اعتني بنفسك ومعنوياتك، وكوني محيطة بأشخاص يدعمونك ويشجعونك.
إذا استمرت هذه المشاعر بالتأثير على حياتك بشكل سلبي، قد يكون من الجيد التفكير في التوجه إلى متخصص نفسي لمساعدتك على فهم وتجسيد مشاعرك بشكل أفضل وتحسين طريقة تفكيرك. تذكري أنك لست وحدك في هذا، فالكثير من الأشخاص قد يمرون بنفس التجارب والمشاعر. الهدف هو إيجاد الشخص الذي يراك ويقدرك كما أنت، وليس مجرد نقطة في مصلحة شخصية.