السؤال:

دكتور، يمكن أكون مبالغ شوية بس عندي رغبة أكيد في مساعدتك. أنا انفصلت عن حبيبتي، والوقت ده كان صعب جدًا عليا. كانت عندي صديقة قريبة جدًا، وبعد ما مررت بفترة صعبة ومعاناة، اتعلقت بيها بشكل قوي جدًا. كلما يوم ما تتكلمش معايا، بحس بحزن شديد لدرجة إنني أستيقظ مش مرتاح. مش قادر أتحمل فكرة إنها ممكن تكون مع حد تاني أو مش متاحة لي، وكأن روحي بتتقطع. عرفت إنه ممكن يكون عندي "التعلق المرضي". مش قادر أتصرف، وبصراحة مش عندي إمكانيات للذهاب لدكتور نفسي. إزاي أقدر أتعامل مع مشاعري اللي باتعبني بالشكل ده، وهل في حل من غير الذهاب لعيادة نفسية؟

الإجابة:

التعلق المرضي، أو الخوف من الفقد، هو حالة نفسية تحدث عندما يصبح الفرد معتمدًا بشكل مفرط على شخص آخر عاطفياً، مما يؤدي إلى مشاعر قلق وعزلة عند ابتعاد هذا الشخص أو انشغاله. يشعر الأفراد الذين يعانون من هذه الحالة بفراغ كبير وثقل عاطفي عند غياب الشخص الذي يعتمدون عليه عاطفيًا، مما يؤثر سلبًا على حياتهم اليومية وصحتهم النفسية.

في حالتك، يبدو أنك فقدت الدعم العاطفي الذي كنت موجهاً إليه بعد الانفصال، وأصبحت صديقتك المصدر الوحيد للراحة. من المهم أن تتفهم أن هذا التعلق قد يرجع إلى مشاعر الفقد التي شعرت بها، واحتياجك للدعم العاطفي. لذا، من المهم اتخاذ خطوات لتعزيز احترام الذات وتحسين مهارات التأقلم.

إليك بعض الاستراتيجيات التي يمكنك تطبيقها:

1. التأمل والوعي الذاتي: خصص بعض الوقت يوميًا للتأمل أو التمارين التنفسية. هذه تقنيات قد تساعدك على تهدئة عقلك ومساحة تفكيرك.

2. تنويع الاهتمامات: حاول البحث عن أنشطة جديدة أو هوايات يمكن أن تشغل وقتك وتساعدك على تشكيل صداقات جديدة. هذا يمكن أن يخفف من تركيزك الزائد على صديقتك.

3. الدعم الاجتماعي: تحدث مع العائلة والأصدقاء حول مشاعرك. قد تجد أن مشاركة تجاربك يمكن أن تخفف من العبء النفسي.

4. الكتابة: قم بتدوين مشاعرك. يساعد التعبير عن الأفكار السلبية في تخفيف الضغط النفسي.

5. الاستشارة النفسية عن بُعد: إذا كانت ظروفك المالية لا تسمح بزيارة طبيب نفسي، يمكنك الاقتراح على بعض العيادات أو المنصات المتخصصة في العلاج النفسي عن بُعد. هناك خيارات أقل تكلفة تقدم الدعم النفسي عبر الإنترنت.

تذكر، الشفاء النفسي يحتاج إلى وقت وصبر، فلا تشعر بالذنب تجاه مشاعرك، ولكن ابدأ رحلتك نحو التعافي بالحفاظ على إيجابية نحو نفسك.