السؤال المعاد صياغته:
يا دكتور، لو سمحت، عندي سؤال محير شوية. في واحد من أصدقائي كان بيتكلم عن فكرة إنه لما بنتبرع بالفلوس للفقراء أو المحتاجين، بيبقى عندنا خوف من إننا ممكن نحتاج الفلوس دي في وقت لاحق، خصوصًا مع الأزمات اللي بنمر بيها. هو كان ممكن يرد بشكل عادي، بس هو قال "المُنفقين كالشهداء، لا خوف عليهم ولا هم يحزنون". فبدأت أبحث في القرآن ولقى فعلاً ياربنا قال كده في مواضع متعددة. ممكن توضح لي المعنى ده بشكل أعمق، وهل فعلاً العطاء في الأوقات الصعبة له تأثير إيجابي علينا؟
الإجابة:
إن موضوع الإنفاق والعطاء يعد من الأمور الجوهرية في تعاليم الإسلام، وهو مرتبط بفوائد روحية ونفسية عظيمة. وفقًا لما ورد في القرآن الكريم، فإن الله سبحانه وتعالى يطمئن المؤمنين بأنهم في حالة الإنفاق لا ينبغي أن يشعروا بالخوف أو الحزن، لأنهم في هذه الحالة يُشبهون الشهداء الذين يُعطَى لهم المقام الرفيع.
في الآيتين التي تم ذكرهما، وجدت أن الله سبحانه وتعالى يوضح أن الذين ينفقون أموالهم بكرم وإخلاص لديهم أجرٌ عظيم عنده. والحقيقة أن الإنفاق يُعتبر نوعًا من أنواع العبادة التي تقرب العبد إلى ربه وتجلب له الرزق والخير.
الفكرة الرئيسية من "لا خوف عليهم ولا هم يحزنون" تأتي من إيمان عميق بأن الإيثار والعطاء يجلب البركة، ويرفع القلق بل ويجعل القلوب مطمئنة. فتجربة العطاء تزرع الطمأنينة في نفوس المانحين، وتخفف من شعورهم بالقلق حيال الأزمات. كذلك، المعطيات النفسية تشير إلى أن فعل الخير والتحلي بالكرم يعزز من الإحساس بالسعادة ويرفع من مستوى الحياة الاجتماعية ويعزز الروابط الإنسانية.
لذلك، إذا كنت تخاف من الأزمات أو القلق حول المستقبل، فإن ممارسة العطاء في هذه الأوقات قد يكون له أثر إيجابي وليس فقط على مستوى القلوب وإنما على مستوى حياة الشخص النفسية والتعامل مع الضغوطات. من خلال العطاء، قد تكتشف أن هناك طاقة وموارد أكبر مما كنت تتصور، فتكون بذلك قد عملت على تعزيز ثقتك بنفسك وبقدرتك على مواجهة التحديات.