بالطبع، أنا في خدمتك.
السؤال:
دكتور، ابني عمره 8 سنوات، ولاحظت إنه سلوكه بدأ يتغير. لما علمته الصلاة، بدأ يتوضأ بشكل متكرر، ومش قادر يطمئن إنه غسل وجهه كويس. الحالة وصلت إنه يجيبه أفكار مرعبة عن العذاب، ويعتقد إنه ممكن يدخل النار على أي حاجة عملها ويفكر إنها حرام. أحياناً يقول إنه كافر، رغم إنه يحاول يؤكد لي إنه مسلم، لكنه خايف من غضب ربنا. أحياناً يتوتر ويدق على نفسه. لما أحاول أساعده، يقول لي "ماشي"، ولكن بعد شوية يعود لنفس الأفكار. مش عارف أساعده في التخلص من التفكير ده. رأيك إيه، أنا محتاج نصيحتك.
الإجابة:
التغيرات السلوكية التي يمر بها ابنك تدل على وجود قلق نفسي قد يكون مرتبطًا بالتوجهات الدينية والعقائدية. من المهم أن نفهم أن الأطفال في هذه المرحلة العمرية يتطورون عقليًا ونفسيًا، وقد يواجهون صراعات داخلية تتعلق بالإيمان والخوف من العقاب.
إن تكرار الوضوء والشعور بالذنب تجاه أفكار معينة قد يشير إلى ما يُعرف بالوسواس القهري، وهو اضطراب نفسي يجعل الفرد يعاني من أفكار تعود بشكل متكرر، مما يؤدي إلى سلوكيات قهرية مثل تكرار الوضوء أو الصلاة.
أوصي بضرورة تقديم الدعم النفسي له من خلال التحدث معه بشكل هادئ وتطمينيه عن أفكاره، مع توضيح أن الأفكار السلبية ليست علامة على الإيمان الضعيف، وأن الشكوك تواجه الكثيرين. كذلك، يمكن تهيئة بيئة آمنة لتناول مواضيع الإيمان والدين بطريقة بسيطة ومريحة، بعيدًا عن الشعور بالخوف.
من المفيد أيضًا التفكير في استشارة أخصائي نفسي مختص في التعامل مع الأطفال. إذ يمكن له أن يقدم استراتيجيات فعالة لمساعدته في إدارة مشاعره وأفكاره، والتخفيف من حدة القلق.
تذكر، أن الدعم والحب من الوالدين يكون له أكبر الأثر في مساعدته على مواجهة تحدياته النفسية.