سعدت بلقائك، دكتور. عندي استفسار بخصوص ابني اللي عمره أربع سنوات. هو ولادي ذكي جدًا، وعندما أكون وحدي معاه، بيجيب على كل أسئلتي بسرعة وبدهاء. لكن، عند ما يسأله أي شخص آخر، بيبقى صامت ومش متجاوب، وكأني مشفتش الفطنة اللي عنده. بصراحة، ده بيقلقني على ثقته بنفسه. هل يمكنك توضيح ما إذا كان هذا الأمر طبيعي، وكيف يمكنني مساعدته يكون أكثر انفتاحًا وثقة، خاصة في التعامل مع الآخرين؟
ابني ذكي جدا ويحفظ المعلومة بمجرد معرفتها، لكنه يعاني من صعوبة في التركيز في المدرسة. هل هناك طرق لتحسين تركيزه؟
شارك
الأبناء في سن الرابعة يتمتعون بمرحلة حساسة في تطورهم النفسي والاجتماعي. لذلك، ما تشعر به من قلق هو أمر طبيعي تمامًا. عدم تجاوب الطفل مع الغرباء أو في وجود أشخاص آخرين ليس دائمًا دلالة على ضعف الثقة بالنفس، بل قد يكون نتيجة لخجل أو خوف من التفاعل الاجتماعي.
خلال هذه المرحلة، الأطفال يستكشفون العالم من حولهم ويبدأون في فهم مفهوم الوضع الاجتماعي. يمكن أن يكون الخجل أحد الاستجابات الطبيعية لهذه العملية. لمساعدته على التغلب على هذا الخجل وتعزيز ثقته بنفسه، يمكن اتباع بعض النصائح:
التشجيع الإيجابي: دوما أمدحي ابنك عندما يتفاعل بشكل جيد مع الآخرين أو يجيب على أسئلة غيرك. التشجيع يعزز سلوكياته الإيجابية.
إعداد مواقف اجتماعية بسيطة: يمكنك استضافة أصدقاء القريبين منكم في المنزل وخلق بيئة مريحة له. هذه المواقف تساعده على ممارسة التفاعل الاجتماعي في أجواء مألوفة.
اللعب التفاعلي: استخدمي الألعاب التي تشجع على التفاعل مع الآخرين مثل أنشطة الأدوار. هذا يساعده على الشعور بالراحة أثناء التحدث مع الأخرين.
شجعي الحوار المفتوح: تحدثي معه عن مشاعره، واطلبي منه أن يشرح لك لماذا يشعر بعدم الراحة. الفهم العميق لمشاعره قد يساعده على التغلب عليها.
الممارسة التدريجية: ابدئي بمواقف بسيطة ثم ارفعي مستوى التعقيد تدريجيًا حتى لا يشعر بالضغط.
في النهاية، يحتاج الأطفال إلى الوقت لدراسة تفاعلاتهم الاجتماعية. عليك أن تكوني صبورة وبجانب ابنك حتى يشعر بالأمان في معاملة الآخرين. في بعض الحالات، قد يستغرق الأمر بعض الوقت حتى يظهر مدى التقدم. إذا استمرت القلق أو إذا لاحظت علامات أخرى تسوء، فقد يكون من المفيد استشارة مختص نفسي للأطفال.