مرحبًا دكتور، عندي سؤال مهم بخصوص ابني. هو في السادسة والعشرين من عمره، ويعمل مهندس. لاحظت عليه بعض السلوكيات الغريبة التي لفتت انتباهي. أحيانًا أراه في حالة من الحنان والطيبة، وفي أوقات أخرى يظهر بشكل عدائي، وأحيانًا أخرى يتصرف بطريقة نرجسية ولا يتقبل أي نقد. كما أنه يبدو وكأنه يريد السيطرة على كل شيء من حوله، وقد حاول بعض الأمور للتفريق بيني وبين الناس الذين لا يحبهم. أيضًا، في بعض الأحيان، تصرفاته توحي بأنه قد يكون مدمنًا على المخدرات، حيث يكون سريع الغضب ثم يعود بسرعة إلى هدوء غير عادي، وينظر لي بنظرات غريبة وكأن فيه شيء مختلف. كما أنه يدخن السجائر بعيدًا عني، ويبدو أنه يشعر بعدم الثقة تجاه الكثير من الناس، معتقدًا أنهم أعداء له. أريد أن أعرف كيف يمكنني مساعدته في هذه الفترة، خصوصًا أنه غير راضٍ عن زملائه ومديره. شكرًا جزيلاً لك.

—

وعليكم السلام، من الواضح أن ما يمر به ابنك يحتاج إلى اهتمام خاص ومتعمق. الأعراض التي تصفها تشير إلى مجموعة من التحديات النفسية التي قد تتطلب تقييمًا شاملًا. المتغيرات المفاجئة في المزاج، مثل التحول من الهدوء إلى الغضب والدفاعية تجاه النقد، يمكن أن تكون مؤشرات على اضطراب في الشخصية أو مشاكل عاطفية عميقة.

من المهم أن نأخذ في الاعتبار أن النزعة النرجسية قد تؤشر على قلة الثقة بالنفس، مما يدفع الأفراد للاحتفاظ بصورة مثالية عن أنفسهم. وفي حالة ابنك، قد تظهر هذه السلوكيات كآلية دفاعية ضد مشاعر الضعف أو الفشل التي قد يشعر بها بسبب تجربته المهنية أو علاقاته الاجتماعية المتوترة.

أما بالنسبة للاعتقاد بأنه قد يكون مدمنًا على المخدرات، فهذا بالتأكيد يستدعي القلق. إذا كان يتصرف بشكل غير معتاد، أو يظهر تذبذبات حادة في السلوك، ينبغي التفكير في الحصول على مساعدة متخصصة من أطباء نفسيين. فالمشاكل المتعلقة بالمخدرات يمكن أن تؤثر بشكل كبير على كل جوانب الحياة، بما في ذلك العمل والعلاقات الأسرية.

أنصحك بالتحدث معه بطريقة ودية وهادئة، وتعبر له عن قلقك وحرصك على صحته النفسية. يمكن أن يساعد ذلك في فتح ع باب الحوار. وفي حال لم يكن قادرًا على التعرف على مشكلته أو الاعتراف بها، قد يكون من المفيد التفكير في استشارة محترف. النفط النفسي أو المعالج يمكن أن يوفر له الدعم والمساعدة التي يحتاجها لفهم مشاعره والسلوكيات التي يعبر عنها، والعمل على تحسين حالته.