عزيزتي دكتور،

السلام عليكم ورحمة الله، أنا أعاني من مشكلات عائلية معقدة تؤثر على حالتي النفسية. والدي شخص جاف في معاملته، وغالبًا ما يغادر المنزل، مما يترك لي شعورًا بالكره وعدم الحب. كذلك، أخوتي يتعاملون بشكل قاسي ويجرحون مشاعري، كما أنهم دائمًا يشعرون بالغيرة، مما يزيد من حزني. في الآونة الأخيرة، تقدمت مشاعري نحو أستاذي في الجامعة، حيث نتحدث عبر فيسبوك، وأجد في حديثي معه بعض الحنان الذي أفتقده في عائلتي. ولكن بعد فترة من الزمن، شعرت بأنني أرتبط به أكثر من اللازم، وقد قررت أن أبعد لأني شعرت أن هذا قد يؤذي زوجه. ولكن رغم ذلك، أجد نفسي أعود للحديث معه في كل مرة أمر بشيء يعكر مزاجي. عندما مسحني من الفيسبوك شعرت بأن الدنيا قد أسودت في وجهي. أرجو منك مساعدتي في فهم ما أمر به، وشكرًا لك على وقتك.

—

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،

من خلال ما ذكرت، يبدو أنكِ تمرين بظروف صعبة ومعقدة على الصعيدين الأسري والعاطفي. التواصل مع شخص خارج الأسرة وإيجاد الدعم العاطفي يعتبر أمرًا طبيعيًا شعوريًا، خاصة عندما نفتقد إلى الحنان والرعاية في علاقاتنا الأسرية. وفي هذه الحالة، من المهم أن نكون واعين لمشاعرنا ونحاول تخصيص وقت للتعامل مع النفس.

فيما يتعلق بتجربتك مع الأستاذ، فمن الواضح أنه أصبح جزءًا من نظام دعمك العاطفي، وأنتِ تشعرين بسعادة عند التحدث معه. ولكن من الضروري أن تدركي حدود هذه العلاقة، خاصة إذا كان متزوجًا، فهذا قد يؤدي إلى مشاعر الندم لاحقًا ويؤثر على صحتك النفسية. الانفصال عن هذه التفاعلات السلبية يمكن أن يمنحك الوقت للتفكير واستعادة مشاعرك الداخلية.

يمكنك التفكير في البحث عن دعم من مختص نفسي لتمكينك من التعامل مع مشاعر القلق والحزن التي تواجهينها. العمل على بناء ثقتك بنفسك وتوجيه مشاعرك نحو أنشطة إيجابية مثل التمارين الرياضية أو الهوايات يمكن أن يساعدك كثيرًا. ينصح أيضًا بالعمل على تحسين علاقاتك الأسرية من خلال الحوار المحترم أو محاولة بناء جسور التواصل مع أفراد عائلتك.

في النهاية، تذكري أن الحياة مليئة بالتحديات، وأن الرغبة في التغيير والعمل على تحسين حالتك النفسية هم خطوات هامة في سبيل استعادة شعورك بالسعادة. اشغلي نفسك بالأمور التي تحبينها، وكوني دائمًا على تواصل مع الأشخاص الذين يرفعون من روحك المعنوية. مع تمنياتي لكِ بالشفاء العاجل وتحقيق السلام الداخلي.