السؤال بصوت مريض موجه للطبيب:
دكتور، أنا بصراحة بمر بموقف صعب شوية. عندي تعلق قوي بشخص معين، والموضوع ماشي معايا بقاله حوالي خمسة شهور. الموضوع ده مأثر بشكل كبير على حياتي وعلى نفسيتي. فكرت أقول ليك إن تعلقاتي بيه متعبة جدًا، خصوصًا لأنه الشخص ده عنده حاجة أنا بتمناها بقالها سنين، وده زاد من تعلقي بيه. العلاقة دي مأثرة على علاقاتي مع الناس اللي حوالي وعلى شغفي بالهوايات اللي بحبها. حاسة إني دخلت في دوامة من الاكتئاب والقلق، وبقعد أبكي كتير بسبب ده. هل ممكن تساعدني في فهم إذا كان ده نوع من أنواع التعلق المرضي أو أي نوع من أنواع الاعتمادية النفسية؟ نفسي أفهم إزاي أقدر أتعامل مع المشاعر دي، وخصوصًا إني محبطة من اللي بحس بيه لأني عايزة أحس بشوية من الراحة.
الإجابة:
إن التعلق المرضي يمكن أن يُعرَّف بأنه نوع من الاعتماد النفسي الذي يسبب شعوراً بالقلق والانزعاج عند الابتعاد عن الشخص المعني. في مثل حالتك، من المهم أولاً أن نفهم أن هذه المشاعر يمكن أن تنشأ من عدة عوامل، بما في ذلك الرغبة في الارتباط والتواصل والشعور بالأمان.
التعلق الذي تشعرين به قد يكون شكلاً من أشكال الاعتمادية العاطفية، حيث يصبح الشخص الآخر مركز حياتك العاطفية، مما يؤدي إلى إهمال الهوايات والعلاقات الأخرى. من المهم أن تعيشي لحظات من الاستقلالية وتبحثي عن التوازن بين هذه المشاعر واحتياجاتك الشخصية.
لكي تتعاملين مع هذا الوضع، يمكنك اتباع بعض الخطوات المعينة:
-
التقييم الذاتي: حددي مشاعرك بوضوح، وحاولي التعرف على الأسباب التي تجعل هذا الشخص مهمًا جدًا بالنسبة لك. اكتبِ أفكارك ومشاعرك في دفتر ملاحظات لتعزيز الوعي الذاتي.
-
تحديد الحدود: من المهم وضع حدود مع الشخص المعني، فمن المفيد تقليل الوقت الذي تقضينه في التفكير فيه أو التواصل معه. يمكنك مثلاً أن تقولي لنفسك إنك ستخصصين وقتًا محددًا في اليوم لهذا الشخص.
-
المشاركة في الأنشطة: ابحثي عن هوايات أو أنشطة جديدة تثير اهتمامك؛ لأن القيام بذلك سيساعد في تحويل تركيزك بعيدًا عن الشخص الآخر، ويتيح لك تكوين صداقات جديدة.
-
الاستشارة النفسية: إذا شعرت أن هذه المشاعر تؤثر سلبًا على حياتك اليومية، قد تكون الاستشارة النفسية خيارًا جيدًا لمساعدتك على استكشاف مشاعرك وآليات التكيف المناسبة.
- التأمل والتمارين الرياضية: يمكن أن تساعد ممارسة التأمل أو اليوغا في تحسين حالتك النفسية، مما يوفر لك مساحة للتفكير بشكل أكثر وضوحًا.
تذكري أن الشعور بالدعم النفسي من العائلة والأصدقاء أيضًا يمكن أن يساعد كثيرًا في تجاوز هذا النوع من التعلق. الهدف هو استعادة توازنك النفسي وبناء حياة مليئة بالمعنى دون الاعتماد على شخص واحد فقط.