أهلاً دكتور، عندي استفسار يتعلق بمشكلات صحية أعاني منها. منذ فترة وأنا أشعر بانتفاخ شديد في بطني، مع تواجد غازات وأصوات تخرج من المستقيم، بالإضافة إلى رغبة مستمرة في الذهاب إلى الحمام. هذه الأعراض تخف عندما أذهب للحمام، لكنها تعود مرة أخرى. كما أنني لاحظت أن الأعراض تزداد عندما أكون متوتراً. لقد عانت من هذه المشكلات منذ ستة أشهر، لكنها اختفت لفترة ثم عادت مجددًا خاصة الآن في فصل الشتاء. هذه الحالات تسبب لي قلقاً وخوفاً من الأصوات، مما يزيد من توتري. قمت بتجنب الأطعمة التي تسبب لي الغاز، وأجريت تحاليل عدة كانت نتائجها سليمة، لكنها لم تشمل فحص المنظار. في الآونة الأخيرة، أتناول حبة ليبراكس مرة واحدة في اليوم لتخفيف الأعراض، لكنني أتساءل إذا كان ذلك يسبب لي إدمانًا. هل هذه الحالة تشير إلى حالة نفسية؟ أيمكن أن تتحسن بمرور الوقت أم أنها تشير لمشكلة ملموسة؟ أقدر أي نصيحة أو إرشاد يقدم لي.
—
تساؤلاتك تشير إلى مجموعة من الأعراض التي تعكس حالة قد تكون متعلقة بالجهاز الهضمي، بالإضافة إلى التأثيرات النفسية المرتبطة بالتوتر والقلق. إن شعورك بالانتفاخ والغازات والأصوات المصاحبة له، بالإضافة إلى الرغبة في التبرز، يُعتبر من الأعراض الشائعة المتعلقة بعدة مشكلات هضمية، مثل متلازمة القولون العصبي.
تتميز متلازمة القولون العصبي بتقلبات في التبرز، حيث قد يعاني المرضى من إمساك أو إسهال متكرر. التوتر والقلق لهما دور كبير في تفاقم الأعراض، حيث أنهما يؤثران على حركية الأمعاء. كما أنك قد لاحظت أن تناول بعض الأطعمة الذي يزيد من غازات القولون يؤدي إلى زيادة الأعراض، وهذا أمر شائع.
من المهم أن نذكر أن تناول أدوية مثل “ليبراكس” قد يكون له تأثيرات مهدئة على المعدة والأمعاء، وبالتالي تخفيف الأعراض المرتبطة بالتوتر. لكن الاستخدام المفرط لبعض الأدوية المسكنة قد يؤدي إلى الاعتماد النفسي عليها، لذلك يستحسن التحدث مع طبيبك حول التوجهات العلاجية البديلة لتحقيق التوازن.
فيما يتعلق باستبعاد وجود مشكلات أخرى، فإن الفحوصات السليمة هي خطوة إيجابية. ومع ذلك، يمكن أن تكون ذات قيمة كبيرة إجراء فحص المنظار في حال استمرار الأعراض، حيث يوفر رؤية مباشرة لحالة الجهاز الهضمي.
من ناحية العلاج، العلاج النفسي، مثل العلاج السلوكي المعرفي، قد يكون مفيدًا في إدارة القلق والتوتر. مع الاستمرار في إدارة التوتر والقلق بشكل فعّال، يمكن أن تلاحظ تحسنًا في الأعراض. يُنصح أيضًا بممارسة تقنيات الاسترخاء مثل اليوغا أو التأمل، وتناول وجبات صغيرة متكررة، مع محاولة الحفاظ على حمية صحية تشتمل على ألياف عدم تناول الأطعمة المحفزة للغازات.