السؤال:
دكتور، أنا حاسس أني بعد فترة العمل الشاقة والتوتر اللي مرّيت بيه، بدأت أتعب نفسيًا، ودا بيأثر على حياتي بشكل كبير. ممكن تقول لي إيه الأسباب وكيف أقدر أتعامل معانا؟

الإجابة:
إن الاحتراق النفسي، أو ما يعرف بالـ "Burnout"، هو حالة تؤثر سلبًا على الفرد نتيجة التعرض المستمر للضغط النفسي والممارسات اليومية المتكررة. يظهر هذا الاحتراق بشكل تدريجي وعادة ما يترافق مع مجموعة من الأعراض النفسية والجسدية.

أسباب الاحتراق النفسي تتنوع، لكن من أهمها الضغط المستمر في العمل، الشعور بعدم القدرة على التحكم في المهام، ضعف الدعم الاجتماعي، وغياب التقدير الشخصي. كما أن الانشغال بكثير من المهام دون وجود توازن بين العمل والحياة الشخصية يعزز من هذه الحالة.

الأعراض التي يمكن أن تشعر بها تشمل التعب المزمن، عدم القدرة على التركيز، الشعور بالريبة أو العدوانية تجاه الزملاء، وفقدان الدافع والاهتمام بالأشياء التي كنت تستمتع بها سابقًا. هذه الأعراض يمكن أن تؤثر على حياتك اليومية وتؤدي إلى صعوبة في الأداء المهني والشخصي.

للحد من الاحتراق النفسي، يُنصح باتباع بعض الاستراتيجيات. من بينها:

1. التوازن بين العمل والحياة: حاول وضع حدود واضحة بين وقت العمل ووقت الراحة. خصص وقتًا لنفسك ولأنشطة تستمتع بها.

2. تطوير مهارات إدارة الوقت: استخدم تقنيات مثل قائمة المهام والأولويات لتسير الأمور بشكل منظم وتحقيق إنجازات تدفعك للأمام.

3. الاسترخاء وممارسة التأمل: جرب تمارين الاسترخاء واليوغا أو حتى مجرد أخذ فترات قصيرة للاسترخاء خلال يوم العمل.

4. طلب الدعم: تواصل مع الزملاء والأصدقاء، وشاركهم ما تشعر به. في بعض الأحيان، الحديث مع شخص ما يمكن أن يخفف من التحميل النفسي.

5. التوجه للمتخصصين: إذا تفاقمت الأعراض ولم تتمكن من التغلب عليها بمفردك، قد يكون من المفيد اللجوء لخبير نفسي للمساعدة في وضع خطة علاج مناسبة لك.

التعامل مع الاحتراق النفسي يتطلب وقتًا وجهدًا، ولكن الالتزام بتحسين نمط حياتك يمكن أن يؤدي إلى نتائج إيجابية كبيرة.