عزيزتي دكتورة،

أنا طالبة في السادسة عشرة من عمري، ومنذ فترة طويلة وأنا أشعر بتوتر دائم وقلق مستمر، مما يجعلني أشعر بالإحباط في الكثير من الأحيان. كما أنني أُفضل البقاء وحدي ولا أشعر بالراحة في التجمعات الاجتماعية. في الوقت نفسه، لدي علاقة عاطفية جميلة مع شخص يبادلني نفس المشاعر، لكنني أشعر أنه من الممكن أن أكون قد أصبحت متعلقة به أكثر من اللازم. وهذا الأمر بدأ يؤثر على حياتي، حيث أصبحت أُشتت بسهولة ولا أستطيع التركيز على دراستي، بالإضافة إلى أنني لا أستمتع بقضاء الوقت مع أصدقائي. هل من الممكن مساعدتي في هذا الوضع؟ وأرجو منكم الحفاظ على خصوصيتي وعدم نشر هذه الرسالة في أي مكان.

—

عزيزتي،

تفاصيل حالتك تعكس مشاعر معقدة وشائعة بين الكثير من المراهقين، حيث يتعرضون لضغوط نفسية وأحاسيس مختلطة نتيجة لعدة عوامل قد تشمل التغيرات الهرمونية، العلاقات العاطفية، والتحديات الدراسية والاجتماعية.

الشعور بالتوتر والقلق قد يكون نتيجة لإحساسك بالضغط لتحقيق معايير اجتماعية، سواء في المدرسة أو في دائرة الأصدوقاء. من المعتاد في سن المراهقة أن تزداد حساسية المشاعر، مما يجعلك تبدين أكثر عرضة للقلق والشعور بالإحباط. أما بالنسبة للازدياد في التعلق بالشخص الذي ترتبطين به، فمن الطبيعي أن تنتابك هذه المشاعر، ولكنها تحتاج إلى توعية نفسه حول كيفية الحفاظ على اتزان في تلك العلاقة حتى لا تترك تأثيراتها السلبية على حياتك اليومية.

للخروج من هذا الموقف، يمكنك النظر في بعض الاستراتيجيات مثل ممارسة تقنيات الاسترخاء مثل التنفس العميق، التأمل، أو اليوغا. كما يمكن أن تساعدك كتابة مشاعرك في مذكرات شخصية، مما يسمح لك بتحليل ما تمرين به بوضوح أكبر.

من المهم أيضاً أن تحاولي إعادة تنظيم وقتك خلال اليوم بحيث تخصصين فترات لدراستك، وأخرى للتواصل الاجتماعي، وهذا سيساهم في تحسين تركيزك وزيادة إنتاجيتك.

وفي النهاية، إذا استمرت مشاعر القلق والتوتر، فقد يكون من المفيد استشارة مختص نفسي يستطيع مساعدتك في التعامل مع هذه المشاعر بشكل فعال. التحدث مع شخص محترف في هذا المجال قد يمنحك أدوات وتوجيهات تساهم في تحسين حالتك النفسية.