عزيزي الطبيب، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. لدي سؤال محير حول موضوع الحمل. إذا كان هناك رجل قد مارس العلاقة الزوجية مع زوجته وهو يفكر بشهوة في امرأة أخرى، وحدث حمل، هل لهذا الأمر تأثيرات سلبية أو إيجابية على الجنين؟ أحتاج لفهم هذه النقطة بشكل عميق.

—

إن موضوع العلاقة الزوجية وتأثيراتها على الحمل والجنين هو موضوع معقد، يتداخل فيه العوامل النفسية والبيولوجية. يجب أن نبدأ بالحديث عن الجوانب النفسية التي قد تؤثر على الجنين، حيث تُظهر الدراسات أن الحالة النفسية للأب والأم خلال فترة الحمل تلعب دورًا مهمًا في صحة الجنين وتطوره.

عند ممارسة العلاقة الحميمية، يفرز الجسم مجموعة من الهرمونات التي تؤثر على الحالة المزاجية والبدنية. إذا كانت العلاقة مشوبة بشعور من التوتر أو القلق بسبب التفكير في شخص آخر، فقد يؤدي ذلك إلى زيادة مستويات الكورتيزول، وهو هرمون مرتبط بالتوتر، الأمر الذي قد يؤثر على البيئة المحيطة بالجنين.

أما بالنسبة للجوانب الإيجابية، فإن العلاقة الصحية والمبنية على الحب والتفاهم تعزز من صحة الحمل وتدعم حالة نفسية إيجابية للزوجين، مما ينعكس بدوره على صحة الطفل.

من المهم أيضًا، من الجانب البيولوجي، أن نؤكد أن الجينات التي يتم توريثها للجنين تأتي من كلا الوالدين. وبالتالي، فإن جودة هذه الجينات لم تتأثر بشكل مباشر بمجرد التفكير في شخص آخر أثناء العلاقة.

بشكل عام، قد تكون هناك تأثيرات غير مباشرة ناتجة عن الحالة النفسية، ولكن الجوانب البيولوجية تكون أكثر استقرارًا. لذا، يُنصح بأن يتعامل الأزواج مع قضاياهم النفسية بحذر، ويعملوا على بناء علاقة قائمة على الثقة والدعم المتبادل.