السؤال:
أهلاً دكتور، أنا عندي أخ عمره 22 سنة، وهو الحقيقة بقى عنده شكوك مريبة وأصبح ساكن معانا في البيت. الموضوع بدأ مع مشاكل مع الجيران وبعد كده تطور وبقى يشك فيني كأخته إن عندي علاقات غير سليمة مع الجيران. الحالة بقت صعبة لأنه مش بس مش بيتكلم معايا، لكن كمان مش بيقبل أي نقاش عن الموضوع وبيظل مسك في شكوكه. هو بيقعد يراقبني وبيشك في كل حاجة، حتى إنه ممكن يفكر إننا بنحط له حاجة في مياهه. الموضوع مش سهل، وهو مش مقتنع بفكرة إنه يروح لطبيب نفسي. عايزة أعرف إزاي أقدر أتعامل معاه بشكل صحيح؟ وهل هو محتاج أدوية؟ وأي خطر ممكن يظهر من حالته دي؟
الإجابة:
وعليكم السلام، إن الحالة التي يعاني منها أخيك تشير إلى وجود شك مرضي أو ما يعرف باضطراب الشكوك، الذي يُصنف من بين الاضطرابات النفسية. هذه الحالة تكون عادة ملازمة لتوترات نفسية قد تؤدي لشعور الشخص بالقلق المفرط والمراقبة للأشخاص المحيطين به. غالبًا ما يترافق هذا الاضطراب مع احتياجات لمعرفة الحقيقة والأمان، ولذلك قد يتطور الأمر إلى سلوكيات تتسم بالعدوانية أو الانسحاب.
من المهم أن ندرك أن تفكير أخيك في الخطط التي تدور في خياله ليست أمورًا تعكس واقعًا، بل هي نتاج لمشاعر القلق والخوف التي يعاني منها. من أجل التعامل مع حالته بطريقة فعالة، من المستحسن أن تتبعي بعض الخطوات.
-
التواصل بهدوء: حاولي فتح حوار هادئ معه، وعبّري له عن مشاعر القلق والاحترام تجاهه بدون استثارة غضبه. تأكدي من أنه يشعر بالحب والدعم من جانبك.
-
تجنب الصراع أو الجدال: إذا بدأ الحديث حول مشاعره وعدم ثقته، حاولي عدم التصدي له بشكل مباشر أو النفي. بدلاً من ذلك، اسأليه عما يشعر به وحاولي فهم مشاعره بدون انتقاد.
-
التأكيد على أهمية العلاج: من المهم مناقشة فائدة الزيارة لطبيب نفسي، حيث أن الطبيب يمكن أن يقدّم له الدعم اللازم وفهمًا أعمق لما يمر به.
-
ابحثي عن الدعم: يمكنك البحث عن مختص نفسي يمكنه توجيهك وتقديم المشورة بشأن كيفية مساعدته بطريقة صحيحة، ويمكن أن يمهد الأمر للبحث عن علاج مستقل له.
- الملاحظة الحذرة: إذا شعرت أن سلوكه يهدد السلامة الشخصية أو سلامة الآخرين، سيكون من المهم التدخل بحزم وطلب المساعدة من مختص.
أما بالنسبة للسؤال حول الأدوية، فإن العلاج الدوائي يمكن أن يكون جزءًا من خطة العلاج، خاصةً إذا كان هناك تدخل من طبيب نفسي لمعالجة الأعراض. في معظم الحالات، يُفضل الجمع بين العلاج السلوكي والعلاج الدوائي لتحقيق أفضل النتائج.
إذا تعاملتم مع الحالة بشكل مبكر، ففي كثير من الأحيان يمكن تحسين الوضع والعودة إلى أسلوب حياة طبيعي. تأكدوا من تقديم الدعم المستمر له، فالعائلة تلعب دورًا أساسيًا في الشفاء.