السلام عليكم يا دكتور، أحتاج نصيحة بخصوص موضوع يؤرقني كثيرًا. عندي ثلاثة أولاد، وأكبرهم عمره 11 سنة، لكنه يكره أخته التي تبلغ من العمر 9 سنوات كرهًا شديدًا، لدرجة أنه يمتنع عن ذكر اسمها أو النظر في عينيها منذ أكثر من أربع سنوات. وكما كلما كبر، زادت حدة هذه العداوة لدرجة أنه لا يقبل أن يتواجد في غرفة واحدة معها أو يشرب من نفس الأواني أو يلمس ملابسها على الإطلاق، ولا يوجد بينهم أي حوار. وفي المقابل، أخته الصغيرة التي عمرها 5 سنوات يحبها ويتعامل معها بشكل طبيعي. أرجو منك مساعدتي في مشكلة كبيرة تعبت منها، لأني أتمنى فقط أن ينطق باسمها على الأقل. ماذا يجب أن أفعل؟ وأين يمكنني أن آخذهم؟ وعندما أحاول التحدث معه، يبدأ بالبكاء وينهار. شكرًا لك.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. بداية، أود أن أؤكد أن هذه الحالة تتطلب فحصًا دقيقًا لفهم الديناميكيات النفسية والاجتماعية بين أولادك. قد تكون هذه النزاعات الناتجة عن الغيرة أو عدم التقبل بين الأخوين جزءًا طبيعيًا في مراحل نمو الأطفال، ولكن في بعض الحالات، يمكن أن تتطور الأمور لتصبح أكثر تعقيدًا.
الخطوة الأولى هي تقييم المشاعر والسلوكيات المتبادلة بين الأخوة. ينصح بإجراء محادثات فردية مع كل طفل لفهم وجهات نظرهم. من المهم عدم الضغط على ابنك الأكبر لإظهار مشاعر غير مريحة له تجاه أخته، إذ قد يؤدي ذلك إلى تفاقم حالته.
توجد بعض الاستراتيجيات التي يمكنك اتباعها:
-
التواصل الفعال: شجع ابنك الأكبر على التعبير عن مشاعره بطريقة آمنة، وكن مستمعًا جيدًا. يمكنك استخدام أسلوب اللعب لتسهيل ذلك، حيث يمكنك استخدام الدمى أو الألعاب لتسهيل التفاعل بينهما.
-
تحديد الأنشطة المشتركة: اجعل ابنك الأكبر يشارك في نشاطات ممتعة مع أخته تحت إشرافك. اختر أنشطة يفضلها ويميل الى الاستمتاع بها معًا.
-
العلاج الأسري: إذا استمرت هذه العدائية أو تفاقمت، قد يكون من المفيد التفكير في استشارة مختص نفسي لتقديم الدعم للأولاد بطرق أكثر احترافية.
- تشجيع المشاعر الإيجابية: حفز ابنك على التعبير عن الأمور التي يحبها في أخته، حتى لو كانت صغيرة. يمكن أن تساعد هذه الخطوة في بناء أساس من التعاطف.
من المهم أن نتذكر أن هذه العملية قد تأخذ وقتًا، لذا تمهل وكن داعمًا لهم throughout the process.