السؤال المعاد صياغته:
أهلاً دكتور، أنا عندي 23 سنة وإحساسي بالوحدة والانطوائية بدأ يتعبني كثير. للأسف تربيت في جو مش صحي، كان والدي غير متوازن وفيه نوع من الانعزالية. كان يقولي دائماً إن الناس وحشين، ودا السبب اللي خلاني أعيش في عزلة. لما كنت صغير، كنت بعمل أخطاء طبيعية للأطفال، ولكن بدلاً من دعمي، كان بيوبيخني بشكل زايد، وكان دائماً يقارني بالآخرين. مع الوقت، حسيت إن ثقتي بنفسي راحت وبدأت أفكر إن أنا أقل من غيري. عايز أتحسن وأكون أكثر اجتماعية عشان أقدر أنجح في حياتي، وشايف الموضوع صعب. هل ممكن تنصحني بحل؟
الإجابة الاحترافية:
عزيزي، أشكرك على مشاركتك لمشاعرك وتجربتك الشخصية. شعور الوحدة والانطوائية يمكن أن يكون نتاج تأثيرات التربية والبيئة التي نشأ فيها الفرد. يبدو أنك تعرضت للتوجيه السلبي من خلال المقارنات المستمرة والمواقف الانتقادية، مما أثر على ثقتك بنفسك وقدرتك على التفاعل الاجتماعي.
الإهمال العاطفي، وقلة التوجيه الإيجابي، يمكن أن يؤديان إلى انعدام الثقة، مما يجعلك تشعر أنك أقل من غيرك. والديك في تلك المرحلة لم يوفرا الدعم النفسي الكافي لك، وهذا أثر على تصوراتك عن نفسك وعن الآخرين.
للتغلب على هذه المشاعر وتطوير مهاراتك الاجتماعية، هناك عدة خطوات يمكنك اتباعها:
-
العلاج النفسي: يُعد العلاج النفسي أداة فعالة للتعامل مع مشاعر الانطوائية. يُمكنك البحث عن معالج نفسي مختص لمساعدتك على تحديد أنماط التفكير السلبية وتطوير استراتيجيات إيجابية.
-
تعلم مهارات التواصل: حاول الاستفادة من ورش العمل المتاحة أو التدريب على مهارات التواصل. هذا سيساعدك على تحسين طريقة تفاعلك مع الآخرين. من المفيد أيضاً ممارسة التفاعل الاجتماعي في بيئات صغيرة ومريحة.
-
تغييرات في الفكر: ابدأ بتحدي الأفكار السلبية التي تأثرت بها من طفولتك. على سبيل المثال، بدلاً من التفكير أن الناس جميعهم سيئين، حاول التفكير في الصفات الإيجابية التي يمكن أن يتحلى بها الآخرون.
-
المشاركة في الأنشطة الاجتماعية: حاول الانخراط في مجموعات أو أنشطة تتماشى مع اهتماماتك، مثل الرياضات أو الأنشطة الثقافية أو التطوعية. هذه بيئات يمكن أن تمكّنك من بناء صداقات جديدة.
- تقبل الذات: تعرف على قيمتك الذاتية. من المهم أن تتذكر أن لكل شخص عيوبه ومميزات، وتقبل نفسك كما أنت هو الخطوة الأولى نحو تحسين حياتك الاجتماعية.
هذه الخطوات يمكن أن تساعدك في التحسن والتأقلم بشكل أفضل مع المجتمع. تذكر أن البحث عن الدعم وطلب المساعدة هو جزء طبيعي ومهم في رحلة النمو الشخصي.