سؤال المريض:
دكتور، أنا عندي مشكلة كبيرة، متعلقة بصديقة لي بشكل غير طبيعي، وعلاقتي بها أخذت تفكيري وقلبي بالكامل، لمدة ست سنين كنت مهتمة فيها من كل النواحي. لكن حصلت بينا مشكلة وتركتني، ومن وقتها وأنا تعبانة نفسيًا، ما أخرجت من غرفتي ولا أكلت. فقدت شهيتي للطعام، حتى أنني قاطعت صديقاتي وصرت أقعد لوحدي. أشعر أن الفكرة عنها ما بتنزعش من بالي، وكل ما أشوفها بعيدة عني، أتعب نفسيًا بشكل كبير. صرت أكره الأصوات العالية، وأي صوت عالي يعكر صفو ذهني بيخليني أعصب. كل اللي أتمناه هو مكان هادئ في بعد عن الناس عشان أستطيع أكون مع نفسي. التفكير فيها بيهلكني، إيش الحل وإيش اللي بعاني منه؟
جواب طبيب:
إن ما تصفينه يعكس حالة وصلة قوية باختيار العواطف التي تشهدينها نتيجة انهيار العلاقة. تستدعي هذه الظاهرة إلقاء نظرة معمقة على الأعراض التي تمرين بها. من الواضح أنك تعانين من قلق نفسي متراكم وحالة من الانعزال الاجتماعي، مما قد يشير إلى الاكتئاب العاطفي أو اضطراب القلق.
فقدان الشهية وتأثيره على حياتك الاجتماعية، يشير إلى أن هذه الصداقة كانت ضرورية جدًا لمشاعرك واستقرارك النفسي. عندما تُنزع صداقة كهذه، يصبح لديك رد فعل نفسي يتسبب لك في إضعاف رغبتك في التواصل مع الآخرين، وكذلك الشعور بالقلق حيال الأصوات المرتفعة، والذي يُعتبر من ردود الفعل الطبيعية عندما يشعر الإنسان بالتوتر الشديد.
لكي تتجاوز هذه المشاعر، هناك عدد من الخطوات التي يمكنك اتخاذها:
-
تحدثي مع مختص نفسي: يعتبر العلاج النفسي، مثل العلاج السلوكي المعرفي، فعالاً جداً في مثل هذه الحالات. سيساعدك المختص في فهم مشاعرك وتعلم كيفية إدارتها بشكل أفضل.
-
تطوير شبكة دعم: بالرغم من انك قاطعت أصدقاءك، ففتح قنوات التواصل مع أصدقاء أو أفراد عائلة موثوق بهم يمكن أن يكون له تأثير إيجابي. المُدعمين النفسيين يمكنهم مساعدتك في استعادة رغبتك بالتواصل الاجتماعي.
-
النشاط البدني: النشاط البدني يساعد كثيرًا في تحسين المزاج. يمكنك بدء ممارسة التمارين الرياضية بشكل دوري، حتى المشي البسيط يمكن أن يكون مفيدًا.
-
تنظيم الجدول الزمني: حاولي وضع جدول زمني يتضمن نشاطات تُحيي التفكير الإيجابي، مثل القراءة، الكتابة، أو أي هواية تُشعرك بالسعادة.
- تقنيات الاسترخاء: ممارسات مثل التأمل واليوغا تُساعد في التحكم في مشاعر القلق والتوتر.
تذكرين أن الشعور بالألم الناتج عن انتهاء العلاقة هو شيء طبيعي، ومع مرور الوقت والرعاية الذاتية، يمكنك استعادة توازن حياتك.