السؤال:
مرحبًا دكتور، بعد التحية، أحب أن أستشيرك في موضوع يؤرقني. كنت في علاقة عاطفية مع شخص شعرت لاحقًا أنه لم يكن يحبني بصدق وترك لي أثرًا عميقًا في نفسيتي. أعتقد أنني أواجه مشكلة في التعلق الشديد به. ثلاث مرات أعدت الانفصال، لكن لا أستطيع التخلي عن تلك المشاعر. ماذا أفعل لأتخلص من هذا التعلق المزعج؟ وكيف يمكنني تحسين حالتي النفسية بشكل عام؟
الإجابة:
أهلاً بك، وأشكر لك مشاركتك لمشاعرك وتجربتك. من الواضح أنك تمر بمرحلة حساسة تتعلق بمشاعر التعلق المرضي، وهو ما يُعرف أيضًا بالاعتماد العاطفي. هذه الحالة تُشير إلى وجود روابط غير صحية تؤثر على تقديرك لذاتك وتزيد من شعورك بالضيق.
التعلق المرضي يحدث عندما يصبح الشخص مرتبطًا بطريقة قهرية بشخص آخر، وهذا غالبًا ما يتسبب في شعور بعدم الاكتفاء النفسي ويؤثر سلبًا على حياتهم اليومية. هذه الظاهرة يمكن أن تتأتى من تجارب سابقة في العلاقات أو من الحاجة للتواصل والعاطفة.
للتعافي من مثل هذه الحالة، يُنصح باتباع مجموعة من الخطوات:
-
استشارة طبيب نفسي: من المهم توجيه الأمور إلى مختص يمكنه مساعدتك في معالجة جذور المشكلة. العلاج النفسي يمكن أن يتيح لك فرصة استكشاف مشاعرك بشكل أعمق.
-
التعبير عن المشاعر: أن تتحدث بصراحة مع نفسك عن ما تشعر به، وما تسعى إليه في علاقاتك. كتابة يوميات يمكن أن تساعدك على وضع أفكارك ومشاعرك في إطار أوضح.
-
حوار مفتوح مع الشريك الحالي (إذا كان هنالك شريك): إذا كنت في علاقة جديدة، حاول أن تكون صريحًا حول احتياجاتك ومشاعرك. التواصل الجيد هو أساس أي علاقة صحية.
-
البحث عن جذور المشكلة: حاول التعرف على الأسباب التي أدت إلى شعورك بالتعلق. أحيانًا يعود ذلك للحاجة للقبول أو الدعم العاطفي من أفراد الأسرة، لذا الحديث معهم قد يُساعدك في فهم مشاعرك بشكل أفضل.
-
ممارسة الأنشطة التي تعزز تقدير الذات: ابحث عن هوايات وأنشطة تجعلك تشعر بالسعادة والإنجاز، مثل ممارسة الرياضة أو الانخراط في الفنون.
-
إشغال الذهن: خصص وقتًا لمزيد من القراءة، الاستماع إلى الموسيقى، أو الأنشطة التي تُبعد تفكيرك عن التعلق.
-
بناء شبكة من الأصدقاء: تعرف على أشخاص جدد وطور صداقات جديدة تُعزز من شعورك بالانتماء وتجاوز مشاعر التعلق.
- وضع حدود صحية: تعلم كيف تُقيم لنفسك حدودًا واضحة تُساعدك في الحفاظ على صحتك النفسية.
أخيرًا، تذكر أن الشفاء يتطلب وقتًا وصبرًا، ولكن بالتوجه للأمام واتباع هذه النصائح، يمكنك أن تعيش حياة أكثر سعادة وتوازنًا. نتمنى لك كل التوفيق في رحلتك نحو الشفاء.