سؤال مريض:
مرحبًا دكتور، كيف يمكنني تجاوز المشكلة العاطفية التي أعاني منها من دون أن تؤثر سلبًا على حياتي اليومية؟ أريد أن أتمكن من رؤية صديقي، لكني أشعر باضطراب نفسي كبير تجاهه، وبدأت أبتعد عن الأماكن التي نلتقي فيها مثل المسجد، حتى لا أراه مرة أخرى، لكن ذلك زاد من قلق وألم مشاعري. رغم أن الثلاثة أيام التي مضت على فراقنا لا تبدو طويلة، إلا أنني ما زلت أفكر فيه بشكل مستمر وأشعر بشوق كبير له. أرجو منك مساعدتي في فهم حالتي ووصف طريقة للخروج من هذه المشكلة. أشكرك جدًا على جهودك.
الإجابة:
الأخت الكريمة،
إن مشاعرك تجاه صديقك هي أمر طبيعي، بما أن الارتباطات العاطفية تأتي مع استجابة نفسية قوية، خاصةً عندما تتعلق بالتفاعل الإنساني الحميم في أماكن مثل المسجد التي تحمل معاني وروابط أثيرة. من المهم أولاً أن نفهم طبيعة الحالة النفسية التي تواجهينها.
ما تعانين منه قد يُعرف بعاطفة الفقد، وهو شعور ينتج عن الفراق عن شخص نحبه أو نشعر بارتباط قوي نحوه. هذه المشاعر قد تشمل الحزن، الشوق، وحتى القلق. ومع مرور الوقت، يجب العمل على إدارة هذه المشاعر بشكل صحي.
إليك بعض الخطوات التي قد تساعدك على تخفيف هذه المشاعر:
-
تقبل المشاعر: من الطبيعي الشعور بالحزن أو الشوق، فالمشاعر لا يجب كبتها، وإنما يجب التعاطي معها بوعي. اعطي لنفسك الفرصة للشعور بهذه الأحاسيس، لكن حاولي ألا تسمحي لها بالتحكم في حياتك اليومية.
-
تحديد الأنشطة: يشغل عقلك بأمور مفيدة، كالهوايات الجديدة، أو ممارسة الرياضة، أو تطوير مهارات جديدة. هذه الأنشطة يمكن أن تكون بمثابة قنوات تفريغ تفيد النفس وتشتت الذهن.
-
التواصل مع الأصدقاء: قد يكون من المفيد الحديث مع أصدقاء مقربين أو أفراد من العائلة حول مشاعرك. الإحساس بال دعم الاجتماعي يمكن أن يخفف من الشعور بالوحدة.
-
التركيز على الحاضر: استخدمي تقنيات مثل التأمل أو التنفس العميق لمساعدتك في التركيز على اللحظة الحالية بدلاً من التوتر بشأن المستقبل أو استرجاع الماضي.
- رؤية الأمور من منظور أوسع: حاولي التفكير بشكل منطقي عن العلاقة والأسباب التي قد تجعلك تفكرين به بهذه الطريقة. هل هو بالفعل الشخص المثالي لك؟ ما الذي يجعلك تشعرين بهذه الرغبة الشديدة للعودة إلى ذكرياته؟
إذا استمرت مشاعرك في التأثير سلبًا على جودة حياتك اليومية، فقد يكون من المفيد التحدث إلى أخصائي نفسي. قد يقدم لك استراتيجيات وعلاجات مختلفة مثل العلاج السلوكي المعرفي، الذي يمكن أن يساعدك في التعامل مع الأفكار السلبية وتوجيه تركيزك نحو تحسين حالتك النفسية.
أعرف أن الأمر قد يبدو صعبًا في البداية، لكن مع الصبر والدعم الجيد، ستتمكنين من التغلب على هذه المشاعر والعودة إلى الاستمتاع بحياتك. اتمنى لك الشفاء إن شاء الله.